طائرة “فيوري”: مقاتلة ذكية تتخطى الطيار البشري وتعيد تشكيل حروب المستقبل

في عالم يتسارع فيه تطور الحروب الجوية، تبرز طائرة “فيوري” المسيرة كأكثر من مجرد آلة طائرة؛ إنها مقاتلة ذكية مرشحة لتغيير تكتيكات القتال الجوي، بل وربما تتفوق على الطيار البشري في شن الهجمات.
يُعد مشروع “فيوري”، الذي تقوده شركة أندوريل لصالح برنامج “الطائرات القتالية التعاونية” (CCA) التابع للقوات الجوية الأمريكية، ثورة مرتقبة في عالم الطيران العسكري. فالطائرة مصممة لتعمل بالذكاء الاصطناعي، وتتمتع بقدرة على التفكير والمناورة والقتال بتناغم تام إلى جانب الطائرات المأهولة.

ووفقًا لما نقلته “العين الإخبارية” عن موقع “بيزنس إنسايدر” الأمريكي، فإن هذه المقاتلة الجوية المتطورة لا تزال قيد التصنيع حاليًا. وقد أزاحت شركة أندوريل الستار عن لقطات حصرية من وراء الكواليس لعملية تجميع الطائرة الجديدة داخل منشآتها، وذلك ضمن حلقة خاصة من برنامج “60 دقيقة” على قناة “سي بي إس” الأمريكية. هذه المشاهد منحت الجمهور لمحة أولى عن مشروع يُتوقع أن يعيد تشكيل تكتيكات القوات الجوية الأمريكية بشكل جذري.
يهدف برنامج CCA إلى تطوير طائرات ذكية تتحرك في مقدمة التشكيلات القتالية، وتعمل بتنسيق وثيق مع المقاتلات البشرية لاكتشاف التهديدات والاشتباك معها مبكرًا، قبل أن تصبح الطائرة المأهولة في مدى الخطر أو الكشف.
مواصفات وسيناريوهات متقدمة
تتميز طائرة “فيوري”، بحسب “أندوريل”، بتصميم معياري يتيح سهولة استبدال أجزائها وتحديثها، مما يسهل تصنيعها بكميات كبيرة وفي مواقع متعددة داخل الولايات المتحدة، دون الحاجة إلى مصانع متخصصة وعالية التكلفة.
وقد استعرض تقرير “سي بي إس” مشهدًا يظهر ثلاث طائرات “فيوري” تحلق كفريق هجومي متكامل إلى جانب طائرة مأهولة، منفذة عملية مشتركة لإسقاط هدف جوي معادٍ. هذا المشهد يجسد بوضوح التكامل القتالي المستقبلي الذي تراهن عليه كل من شركة أندوريل والقوات الجوية الأمريكية.

تتنافس شركة أندوريل بطائرتها “فيوري” مع شركة “جنرال أتوميكس”، التي تقدم أيضًا طائرة مسيرة بتصميم معياري مشابه. ومن المتوقع أن تتخذ وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قرارها النهائي بشأن اختيار إحداهما خلال السنة المالية 2026، التي تبدأ في أكتوبر المقبل.
				



