Register To WDS
أخبار عسكرية مصريةالأخبار العسكريةالأخبار العسكرية الإقليميةتركيامصر

مقاتلة “كاآن” التركية: جسر مصر نحو طائرات المستقبل من الجيل الخامس

تعتبر الطائرة المقاتلة “الكاآن” التركية، التي بدأت كرؤية وطنية طموحة، نقطة تحول في إعادة تشكيل توازن القوى الدفاعية في منطقة الشرق الأوسط، خصوصًا بعد انضمام مصر كشريك رئيسي في عمليات التصنيع، وفقًا لمصادر إعلامية عربية.

تعكس هذه الشراكة تحولًا كبيرًا نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي الإقليمي وتنوع القدرات الاستراتيجية في مجال التصنيع العسكري المتطور، مما يسهم في تحدي الأنماط العسكرية التقليدية، ويفتح أفقًا جديدًا لتحسين القدرات الجوية الدفاعية على المستوى المحلي.

تعتبر المنطقة الآن نقطة انطلاق لصياغة حقبة جديدة من التعاون العسكري يتسارع فيه التركيز على تطوير الاكتفاء الذاتي الدفاعي. تمثل طائرة “الكاآن” (KAAN)، التي تمت هندستها في تركيا، رمزًا لهذا الطموح، لاسيما مع الشراكة التي يتوقع أن تنشأ مع مصر في مجال التصنيع، مما يحتاج إلى نقل المشروع من إطار وطني إلى تعاون إقليمي شامل قد يغير ملامح صناعة الطيران الدفاعية في المنطقة.

خلفية مشروع الكاآن: طموحات مرتفعة لتركيا

تبوأت تركيا رتبة الصدارة في مساعي تطوير الطائرات الشبحية من الجيل الخامس عبر مشروع “الكاآن” الوطني، الذي يمثل قفزة نوعية متقدمة في قدراتها الدفاعية. وقد قامت الطائرة بأول رحلة لها في فبراير 2024، مما يجعل تركيا من الدول النادرة التي تمتلك تقنيات تصنيع مثل هذه الطائرات المتطورة. يجسد هذا الإنجاز عقودًا من الاستثمارات في مجالات البحث والتطوير، مع التركيز الشديد على تعزيز السيادة التكنولوجية وتقليل الاعتماد على الموردين الأجانب في مجال الدفاع الحساس.

الطائرة المقاتلة الوطنية "قآن"
الطائرة المقاتلة الوطنية “قآن”

قدرات الكاآن: رائدة في ساحة القتال

تتسم “الكاآن” بمجموعة من المميزات العصرية التي تؤهلها لأن تكون من بين المقاتلات الشبحية الأحدث عالميًا. تتضمن خصائصها نظام محركات نفاثة، حجرة أسلحة داخلية، أنظمة رادار متطورة، فضلاً عن إمكانيات استهداف بالأشعة تحت الحمراء. تم تصميمها لتحقيق التفوق الجوي وتنفيذ الضربات الدقيقة وخوض عمليات الحرب الإلكترونية، مع استعداد تام للاندماج مع الطائرات المسيرة. تعزز هذه الميزات من مرونة “الكاآن” في ساحة المعركة، مما يجعلها أداة حيوية لتحقيق الأهداف الاستراتيجية. من المتوقع أن تدخل الخدمة بحلول عام 2030، مع توقيع اتفاقية تعاون مع القاهرة بحلول نهاية 2025.

الشراكة الاستراتيجية مع مصر: توطين الصناعة وتنويعها

يُعَد قرار تركيا بالتعاون مع مصر في مشروع “الكاآن” ذا أبعاد استراتيجية تتجاوز الجانب الصناعي. يعكس هذا التعاون رغبة مشتركة من الدولتين في تنويع مصادر أسلحتهما وتوطين الصناعات العسكرية. يمثل هذا الاتفاق أساسًا مهمًا لمصر في سياستها الدفاعية الساعية لتحديث نظم التسليح وتعزيز التصنيع المحلي. تسهم هذه الشراكة في تقليل التكاليف والاعتماد على الخارج، مما يخفف الضغوط السياسية المرتبطة باستيراد الأسلحة.

التحديات التي تواجه التصنيع والمقارنات الدولية

يواجه مشروع “الكاآن” مجموعة من التحديات، وأبرزها الاعتماد على محركات مستوردة من الولايات المتحدة، مما يدل على أن توطين المكونات الأساسية لا يزال هدفًا بعيد المنال. تتسم عملية تطوير طائرات هذا الجيل بتكاليف عالية، مما قد يؤدي إلى تأجيل موعد دخولها-service إلى ما بين عامي 2028 و2032.

عند إجراء مقارنة مع مقاتلات الجيل الخامس الأخرى مثل “إف-35″ و”سو-57” تظهر بعض الاختلافات الملحوظة. حيث تتراوح قدرة الحمولة لطائرة “الكاآن” ما بين 6000 و8000 كيلوغرام، في حين تبلغ قدرة “إف-35″ حوالي 8500 كيلوغرام و”سو-57” تصل إلى 10000 كيلوغرام. فيما يتعلق بمدى صواريخ الجو-جو، يتراوح هذا المدى بالنسبة لـ “الكاآن” بين 65 و100 كيلومتر، بينما يصل مدى “إف-35″ إلى 120 إلى 160 كيلومترًا، و”سو-57” حتى 200 كيلومتر.

مشروع “الكاآن”: رؤية لمستقبل الدفاع الإقليمي

يمثل مشروع “الكاآن”، بالشراكة بين تركيا ومصر، محور تحول بارز في صناعة الطيران العسكري في الشرق الأوسط. يُبرز هذا التعاون أهمية الاكتفاء الذاتي والاعتماد على استراتيجيات متنوعة لبناء قوة عسكرية حديثة وفعّالة. رغم التحديات المحيطة بمثل هذه المشاريع الطموحة، فإن الإرادة السياسية والخبرات المتراكمة لدى البلدين تفتح آفاقًا واعدة، حيث يمكن لدول المنطقة أن تسهم بشكل فعال في تشكيل مستقبلها الدفاعي.

للتأمل: كيف يُمكن لمثل هذه الشراكات الإقليمية أن تعيد صياغة توازن القوة العسكرية على مستوى العالم؟ وما الدروس المستفادة من هذا النموذج لبناء قدرات دفاعية مستقلة ومُستدامة في مناطق أخرى من العالم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى