
خاص – رماية
أعلنت شركة “إم بي دي إيه” MBDA، الرائدة في صناعة الأنظمة الدفاعية والصاروخية، عن إطلاق أحدث ابتكاراتها: ذخيرة متسكعة جديدة تُطلق من أنابيب الإطلاق. تم تصميم هذه الذخيرة خصيصًا لتحقيق ضربات دقيقة وعالية السرعة.
خلال مقابلة حصرية، تحدث باتريس حجّار، نائب رئيس شركة “إم بي دي إيه” للمبيعات وتطوير الأعمال في منطقة الشرق الأوسط، عن الميزات الفريدة لهذا النظام المتطور، مشددًا على التأثير النوعي المحتمل له في ساحات المعارك المستقبلية.
قفزة نوعية في تكنولوجيا الذخائر المتسكعة
بيّن حجّار أن التصميم الديناميكي الهوائي المبتكر، الذي يتخذ شكل الماس، يعزز من قدرة الذخيرة على المناورة والكفاءة. يمكّن هذا التصميم الذخيرة من تتبع الأهداف المتحركة بسرعات عالية مع المحافظة على الثبات الاستثنائي.
تستطيع هذه الذخيرة المتطورة بلوغ سرعة تصل حتى 270 كيلومترًا في الساعة أثناء انقضاضها على الهدف، مما يمنحها تفوقًا على الأنظمة المنافسة. كما توفر مدى اشتباك يصل إلى 50 كيلومترًا وزمن تحليق حوالي 45 دقيقة. تحتوي على رأس حربي يزن 2.5 كيلوجرام به شحنة متفجرة مضادة للدروع، مما يمكّنها من تدمير المركبات، تجمعات المشاة، والدبابات الخفيفة بكفاءة ملحوظة.
نظام قتالي محمول ومرن
تُعتبر إمكانية إطلاق هذه الذخيرة من أنابيب محمولة من المزايا البارزة لها، مما يجعلها نظامًا قتاليًا خفيف الوزن وسهل النقل. هذا النظام مثالي للاستخدام من قبل وحدات المشاة في مختلف الظروف الميدانية. بالإضافة إلى ذلك، تسعى “إم بي دي إيه” لتوسيع نطاق استخدام هذا النظام ليشمل التطبيقات البحرية من خلال تركيب منصات إطلاق متعددة على متن السفن الحربية، لتعزيز قدراتها في مواجهة الزوارق السطحية غير المأهولة وغيرها من التهديدات البحرية المتزايدة.
ذكر حجّار: “تُظهر القوات البحرية اهتمامًا متزايدًا بهذه القدرات الدفاعية، خاصةً في ظل التهديدات البحرية الجديدة التي نتجت عن الصراعات الإقليمية الأخيرة.”
تصميم ذكي وخفة وزن استثنائية
تتميز الذخيرة المتسكعة الجديدة بخفة وزنها، حيث يبلغ وزنها 6 كيلوجرامات فقط، بينما يزن قاذف الإطلاق حوالي 15 كيلوجرامًا، مما يجعل النظام بأكمله قابلاً للحمل والنشر السريع. ستحصل النسخة البحرية من هذا النظام على وظائف استخباراتية متكاملة تشمل الاستطلاع والمراقبة وتقييم التهديدات في الوقت الحقيقي (ISR)، مما يمنح الوحدات البحرية قدرة فائقة على رصد الأهداف والتعامل معها بدقة وكفاءة عالية.
أشارت “إم بي دي إيه” أيضًا إلى أنها تعمل على تطوير نظام ملاحة متقدم يعتمد على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لرفع أداء الذخيرة في البيئات التي تفتقر إلى إشارات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، مما يضمن فعاليتها في مختلف الظروف العملياتية.
وأضاف حجّار: “نحن في سبيل دمج قدرات الذكاء الاصطناعي المتقدمة مثل الهجوم الجماعي المنسق، والاشتباك التعاوني بين الذخائر، والتعرف التلقائي على الأهداف. مع ذلك، نؤكد أن سياستنا التشغيلية تحافظ على دور المشغل البشري في المرحلة النهائية من اتخاذ القرار وفق نموذج اشتباك شبه آلي يضمن توازنًا بين كفاءة الذكاء الاصطناعي والسيطرة البشرية المطلوبة.”
شراكات استراتيجية في مجال الذخائر المتسكعة
اهتمام إقليمي واسع نحو ابتكارات “إم بي دي إيه”
اختارت شركة “إم بي دي إيه” دولة الإمارات العربية المتحدة كمكان رئيسي لعرض الذخيرة المتسكعة المتطورة. هذه الخطوة تعكس التزامها بإقامة شراكة قوية لتطوير النظام مع الشركاء الصناعيين المحليين.
وقد أشار حجّار إلى أن الشركة رصدت “اهتمامًا ملحوظًا” من عدد من المستخدمين الإقليميين المحتملين. رغم المنافسة القوية في سوق الذخائر المتسكعة، خاصة مع بروز شركات جديدة في المنطقة، إلا أن “إم بي دي إيه” تبقى واثقة من تصميمها الفريد وكفاءتها العالية التي تعزز موقعها القيادي في هذا القطاع الحيوي.




