
العميد صلاح الدين الزيداني الأنصاري
تُعتبر التقنية من أبرز أدوات القوة التي تسعى الشركات الدفاعية الأمريكية لتطويرها، حيث تستثمر بشكل مستمر في تعزيز قدرات الصواريخ للجيش الأمريكي. تواصل الأخبار تقديم معلومات جديدة حول الأسلحة الدقيقة المتطورة، وآخرها من شركة لوكهيد مارتن التي أصدرت نظامًا جديدًا من صواريخ الضربة الدقيقة البالستية (Precision Strike Missiles). هذه الأنظمة تسعى لتحقيق ضربات هجومية دقيقة وفعالة، مما يجعلها من العناصر الأساسية في استراتيجية الجيش المتطورة.
يتطلع الجيش الأمريكي إلى استخدام صواريخ الضربة الدقيقة PrSM كبديل لنظام الصواريخ التكتيكية الموجودة حاليًا. تتمتع هذه الأنظمة بتصميم معياري يتيح استمرارية التحديث والتحسين، مما يجعلها مثالاً حيًا لتطور التكنولوجيا الدفاعية.
تتميز صواريخ PrSM بالقدرة على تدمير الأهداف من مسافات تتجاوز 400 كيلومتر. يتيح هذا المدى تعزيز القوة التدميرية لقادة العمليات القتالية المشتركة، مما يعزز فعالية العمليات العسكرية ويحقق نتائج إيجابية. تعتبر هذه القدرات أساسية لضمان نجاح الضربات الصاروخية وتقديم دعم متكامل للعمليات المشتركة.
تطوير نظام PrSM يتضمن إمكانية العمل تحت ظروف جوية مختلفة، حيث يستهدف أهدافًا معادية بصورة فعالة. أثبتت اختبارات PrSM السابقة قدرتها على الطيران لمسافات طويلة، حيث تخطط الشركة لتوسيع المسافة إلى 1000 كيلومتر كجزء من نظام Increment 2 المطور، بدعم من أستراليا. يتضمن التطوير استخدام أدوات رقمية مثل النمذجة المتقدمة لتحسين الأداء والجودة.
في اختبار مثير، أطلق الجيش الأمريكي صاروخ PrSM ضد هدف بحري متحرك في 17 يونيو 2024، حيث تم تدمير السفينة USS Cleveland، مما يُعتبر أول استخدام معروف للصواريخ الجديدة في بيئة بحرية. تعكس هذه التجربة نجاح التكنولوجيا الجديدة وفوائدها في العمليات العسكرية المعقدة.
ومع تقدم التجارب، يبقى النقاش قائمًا حول أفضل منصة لتشغيل صاروخ PrSM، سواء كانت بحرية أو برية. تعد الاختبارات التي تمت عبر أنظمة MLRS M270 أو HIMARS بمثابة خطوة نحو فهم شامل لتشغيل هذه الأنظمة في البيئات العسكرية المختلفة.
تطوير التكنولوجيا البحرية لا يزال في مراحله الأولى، لكنه يحتوي على إمكانيات واعدة تتعلق بتحسين فعالية الضربات على الأهداف المتحركة في البحر. تشمل هذه التطورات العديد من التقنيات مثل الباحث المعزز وأنظمة التوجيه المتطورة. تستمر لوكهيد مارتن بالإعلان عن التقدم السريع في هذا المجال، ما يجعلها واحدة من الشركات الرائدة في تطوير أنظمة دفاعية متقدمة.
أعلنت الولايات المتحدة عن توقيع عقد بقيمة 219 مليون دولار لإنتاج صواريخ PrSM التكتيكية المتطورة الموجهة بدقة لصالح الجيش الأميركي. وكشفت البحرية الأميركية في بيان حديث أنها اكملت تركيب وحدة إطلاق صواريخ NSM على متن USS Oakland (LCS 24) في قاعدة سان دييغو البحرية في ديسمبر الماضي.
بدأ الجيش الأمريكي في تسلم عدد من صواريخ الضربة الدقيقة لتعزيز قدراته النارية طويلة المدى، مما يمثل تطورًا هامًا في عمليات التحديث الجارية لصفوف القوات المسلحة الأمريكية.
وفقا لشركة لوكهيد مارتن، جاءت الشحنات الأولية بعد نجاح الصواريخ في اجتياز اختبارات الكفاءة الإنتاجية في مضمار وايت ساندز بولاية نيومكسيكو في نوفمبر 2023.
يمتاز صاروخ الضربة الدقيقة بدقته ومرونته العالية وسرعته الفائقة وقدراته على المناورة. بالإضافة إلى ذلك، تم تزويده بنظام باحث ذكي يعرف باسم LBASM، والذي يجمع تقنيات بحث سلبي عن الترددات الراديوية مع التصوير بالأشعة تحت الحمراء. يعمل الصاروخ على تحديد أهدافه بدقة قبل الاصطدام، بفضل نظام التوجيه الذي يعتمد على حزمة INS ونظام GPS.
يتميز صاروخ PrSM برأس حربي شديد الانفجار weighs 90 كجم، مما يمنحه تأثيرا تدميريا معادلاً لرأس ATACMS البالغ وزنه 227 كجم. تأتي قدرتها التدميرية جزءًا من تقنيات صاروخية مستعارة من صاروخ Harpoon المضاد للسفن.
مُصنّع صاروخ PrSM هو صاروخ أرض-أرض من الجيل التالي، يحل محل نظام ATACMS، حيث يمتد مداه الأقصى إلى 499 كم. تحتوي حاوية الإطلاق على صاروخين، وهي متوافقة مع منصات إطلاق MLRS وM142HIGH Mobility Artillery Rocket System.
في ظل النجاح المستمر لتقنيات صواريخ PrSM، لاحظت دول مثل اليونان ضرورة تحديث مخزونها من الأنظمة الصاروخية الحديثة.
في الوثبات القادمة، ستعزز منظومات صواريخ الضربة الدقيقة من فعالية العمليات العسكرية، خصوصا ضد القدرات البحرية، مما سيحدث تغييرات كبيرة في ميزان القوى البحرية، ويعزز مفهوم أن القوة التقنية تعني القدرة على تغيير معادلات الحرب.





