
ترجمة خاصة – رماية
منذ فترة الحرب الباردة، تُعد ولاية ألاسكا موقعًا استراتيجيًا لنشر الطائرات الحربية الأكثر تطورًا في سلاح الجو الأمريكي، خصوصًا مقاتلات الجيل الخامس التي تشمل طائرات “إف-35″ و”جيه-20”. حيث تمتلك الولايات المتحدة والصين السبق في تطوير هذه الطائرات المتطورة، مع العلم أن طائرة “إف-22” ذات المحركين الأثقل تتفوق على “إف-35”.
مقاتلات “إف-22” تم نشرها لأول مرة في ألاسكا في عام 2007، بعد أقل من عامين من دخولها الخدمة. في حين بدأ بناء الأسطول الجوي لطائرات “إف-35” في ألاسكا في عام 2020، واستغرق أربع سنوات حتى استلمت قاعدة إيلسون الجوية آخر طائرة من 54 مقاتلة في أبريل 2022. تعتبر “إف-35″ المقاتلة الحديثة مزودة بأنظمة حربية إلكترونية متطورة، مما يمنحها قدرات قتالية عالية مقارنة بـ”إف-22”.
ترافق هذه التحسينات الأداء الجوي المتميز والقدرة العالية على التخفي، مما يسمح لها بحمل كميات أكبر من الصواريخ. في بعض الأحيان، أدى وجود القاذفات الروسية والمقاتلات إلى زيادة الضغوط على أسطول “إف-22″، الذي يحتاج لصيانة دائمة لمواجهة تهديدات مثل “سو-35″ و”تو-95”.
يوجد حاليًا أربعة أسراب من المقاتلات الشبحية في ألاسكا، منها سربان من “إف-35” تحت جناح المقاتلة رقم 354 في قاعدة إيلسون الجوية وسربان من “إف-22” في القاعدة المشتركة Elmendorf Richardson. هذه الظروف الجوية القاسية تُعتبر تحديًا كبيرًا، حيث إن روسيا تعتمد على نشر مقاتلاتها في بيئات مماثلة. وأكد العقيد ديفيد بيركلاند على ضرورة إزالة الثلوج والجليد بشكل مستمر لضمان نجاح العمليات، مع تدريب الطيارين على البقاء في الظروف القاسية في القطب الشمالي.
في عام 2021، قامت القوات الجوية الأمريكية بنشر قاذفات “بي-1بي” في القطب الشمالي انطلاقًا من قواعدها في النرويج، بينما ردت روسيا بنشر طائرات “ميغ-31” الاعتراضية.
مع ذلك، فإن المشاكل الكبيرة في أداء “بي-1بي” في الظروف القاسية تعني أن عمليات نشرها قد لا تتكرر في المستقبل. من جهة أخرى، تعتبر النرويج أول دولة في العالم تعتمد بشكل كامل على مقاتلات الجيل الخامس، حيث تقوم بتعويض جميع طائرات “إف-16” بتلك الحديثة “إف-35” وتشارك في تطوير القدرات الجوية للولايات المتحدة في مواجهة الظروف القاسية.
رغم النجاح الملموس، إلا أن برنامج “إف-35” واجه انتقادات واسعة من قبل المسؤولين العسكريين والمدنيين على حد سواء.
مجلة “ميليتاري وتش”





