
وافق البرلمان الإيطالي على مشروع قانون التصديق على اتفاقية إنشاء المنظمة الحكومية الدولية “البرنامج الجوي القتالي العالمي” GCAP، ووقعت في طوكيو في 14 ديسمبر 2023.
بهذا، بدأت إجراءات التصديق البرلماني على الاتفاقية التي تضم إيطاليا، اليابان، والمملكة المتحدة. تهدف هذه المبادرة إلى قيادة إيطاليا نحو تكنولوجيا الجيل السادس في مجالي الطيران والإلكترونيات، لتكون في مقدمة التطورات العالمية.
يمثل هذا البرنامج نظامًا متكاملًا للطائرات الحربية، شاملاً الطائرات المأهولة وغير المأهولة، إضافةً إلى الأقمار الصناعية والمنصات متعددة المجالات. جميع هذه العناصر ترتبط بشبكة ذكية تعتمد على سحابة مخصصة، حسب ما ذكرته وسائل الإعلام.
تتركز إحدى المهام الرئيسية للمنظمة الحكومية الدولية، التي تتمتع بشخصية اعتبارية، على إدارة التصميم وتطوير منصة جوية من الجيل السادس.
تشمل المنظمة إيطاليا والمملكة المتحدة واليابان، مع إمكانية انضمام دول أخرى في المستقبل. يقع مقرها الرئيسي في ريدينغ بالمملكة المتحدة.
وفي حديثه، صرح النائب الإيطالي باولو فورمينتيني، مقرر المشروع وعضو حزب الرابطة، بأن البرنامج بدأ بالتعاون بين إيطاليا والمملكة المتحدة والسويد بعد توقيع مذكرة تفاهم في ديسمبر 2020. بعد ذلك، انسحبت السويد، بينما انضمت اليابان إلى المشروع. يهدف البرنامج إلى تطوير نظام طائرات الجيل السادس لاستبدال الطائرات الحالية، بخاصة مقاتلات يوروفايتر، بدءًا من عام 2035، مع إمكانية تمديد استخدامها حتى نهاية القرن.
يشمل البرنامج مجموعة من الشركات الرائدة مثل ليوناردو الإيطالية، بي أيه إي البريطانية، وميتسوبيشي اليابانية. أكد فورمينتيني أن هناك توقعات بمشاركة شركات أخرى مثل ام بي دي ايه إيطاليا، اليترونيكا، و افيو جي، بالإضافة إلى شركات صناعية أصغر، بما في ذلك الشركات الصغيرة والمتوسطة.
أشار فورمينتيني إلى أن البرنامج يعد نموذجًا جديدًا للتعاون الدولي، حيث تتكامل الصناعات في الدول الشريكة لتطوير تقنيات متقدمة وقدرات استراتيجية، مما يعكس السيادة التكنولوجية الصناعية. كما تسلط الأنشطة الصينية المتزايدة الضوء على أهمية التعاون الدفاعي ضمن هذا البرنامج في منطقة المحيط الهندي.
تتألف الاتفاقية من 67 مادة، وتعتبر في مقدمتها أن البرنامج العالمي للطيران القتالي هو الأكثر ارتباطًا بقطاع القتال الجوي في السنوات المقبلة. يهدف إلى تعزيز القدرات الدفاعية من خلال تطوير أنظمة قتالية جوية متقدمة، مما يدعم القدرات الصناعية ويساهم في الأمن القومي وزيادة النفوذ الدولي، إلى جانب تعزيز صادرات الدول المشاركة.
أبدت المملكة العربية السعودية اهتمامًا بالانضمام إلى البرنامج، بحسب مصادر مطلعة. وفي هذا السياق، أشار وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروسيتو إلى أن توسيع البرنامج ليتضمن دولًا أخرى قد يكون ممكنًا في المستقبل، بعد استكمال المرحلة التأسيسية الأولية وبموافقة الشركاء المؤسسين.
عبرت السيناتورة إيزابيلا راوتي، وكيلة وزارة الدفاع الإيطالية، عن ارتياحها لإقرار هذا الإجراء النهائي، مؤكدة أن الاتفاقية لا تتعلق فقط بدعم الدفاع الدولي، بل تسهم أيضًا في تنمية القطاع الصناعي وتوفير فرص عمل للشركات الكبرى والصغيرة والمتوسطة، وتعزيز التعاون بين مراكز الأبحاث والجامعات.
تسهم مشاركة إيطاليا في هذا البرنامج في تعزيز شراكتها مع المملكة المتحدة واليابان، مما يضمن التعاون الثلاثي تفوقًا تكنولوجيًا للغرب في مجال طائرات الجيل السادس، خاصةً مع الاستثمارات الكبيرة من دول مثل روسيا والصين في هذا المجال.





