علي الهاشم – باحث كويتي في مجالات الدفاع والطيران
في بداية الشهر الحالي، قامت القوات الأوكرانية بتنفيذ هجوم منسق واسع النطاق باستخدام الطائرات المسيَّرة، مستهدفة أربع قواعد جوية عسكرية داخل الأراضي الروسية. هذه القواعد كانت تستخدم لإطلاق القاذفات الاستراتيجية في الغارات الجوية، وشكلت هذه العملية واحدة من أكثر العمليات جرأة منذ بداية الحرب. استخدمت القوات الأوكرانية شاحنات للنقل تم إخفاء الطائرات المسيَّرة بداخلها، مما أدى إلى صدمة كبيرة وضربة موجعة لروسيا.
عند تحليل تلك الهجمات، نجد تشابهاً مثيراً مع الغارات الإسرائيلية الأخيرة على إيران. كلا الجانبين – الأوكراني والإسرائيلي – استخدم شاحنات توغلت في عمق أراضي الخصم، سواء كانت روسيا في حالة أوكرانيا أو إيران في حالة إسرائيل. هذا يثير تساؤلات حول وجود علاقة غير معلنة بين كييف وتل أبيب بهدف اختبار فعالية هذا الأسلوب غير التقليدي ضد روسيا، ثم اعتماده لاحقاً في الهجمات على إيران. وهذا قد يفسر موقف روسيا الداعم لوقف إطلاق النار، سعياً منها لإنقاذ حليفتها إيران قبل تفاقم الأوضاع.
بصفة عامة، يعتبر هذا النوع من الهجمات بديلاً حديثاً للحرب لم يعد يعتمد على الأشكال التقليدية، حيث لم تعد الحروب تقتصر على ميادين المعارك فحسب، بل ألغت أيضاً مفهوم العمق الاستراتيجي الذي كانت تتمتع به دول كبيرة. اليوم، أصبحت الوسائل البسيطة أكثر فعالية من المعدات المتقدمة المخصصة للحروب.
