
أعلنت فرنسا، يوم الخميس، عن فتح أرشيفها المتعلق بالقضايا القانونية والتحقيقات الشرطية في الجزائر خلال فترة الاستعمار.
وحسب تقرير صحيفة “Le Monde” الفرنسية، فقد قررت السلطات الفرنسية رفع السرية عن أرشيف الحرب الجزائرية.
يسمح مرسوم وزارة الثقافة الفرنسية المنشور في الجريدة الرسمية بالاطلاع على جميع “المحفوظات العامة” التي تم إنشاؤها خلال هذه الفترة التاريخية بين عامي 1954 و1962، وفقاً لما أفادت به “فرانس برس”.
على الرغم من أن قانون التراث يتطلب خضوع هذه المعلومات لفترة انتظار تمتد لـ75 عاماً قبل الوصول إليها، إلا أن الحكومة أعلنت الآن أن الوصول سيكون مفتوحاً دون قيود بفضل ما يُعرف بإجراء “الإعفاء العام”. هذا الإجراء يشمل “تحقيقات الضابطة العدلية” و”القضايا المعروضة أمام القضاء”.
في وقت سابق، أعلنت وزيرة الثقافة الفرنسية، روزلين باشلو، المسؤولة عن الأرشيف الوطني، عن قرب رفع السرية عن أرشيف “التحقيقات القضائية” المتعلقة بالحرب الجزائرية، باستثناء أرشيف وزارتي القوات المسلحة والشؤون الخارجية.
يجدر بالذكر أن هذا الإعلان يتماشى مع سياسة “مصالحة الذاكرة” التي أطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أكد أن فتح أرشيف حرب الجزائر هو جزء من مجهود أعمق لكشف الحقائق التاريخية والاعتراف بكافة جوانب ذاكرتنا.
في التاسع من مارس 2021، أعلن الرئيس ماكرون عن تسهيل إجراءات رفع السرية عن الوثائق السرية التي تتجاوز 50 عاماً، وهو ما يسهم في تقصير فترات الانتظار المرتبطة بهذا الإجراء.
سبق أن قامت السلطات الفرنسية خلال السنوات الماضية بالكشف عن أرشيفها المتعلق بفترات حساسة من تاريخها، بما في ذلك أرشيف الحرب العالمية الثانية وفترة الاحتلال ونهاية الإمبراطورية الاستعمارية.
بعد أن كان الوصول إلى أرشيف الحرب الجزائرية محظوراً لمدة 75 عاماً، تعلن الحكومة الفرنسية أنها ستسمح أخيراً بالاطلاع عليه.
في سياق متصل، اعترفت الحكومة الفرنسية في 13 سبتمبر 2018 بمسؤولية الجيش الفرنسي عن اختفاء عالم الرياضيات والمناضل الشيوعي موريس أودان في الجزائر عام 1957، وتعهدت عائلته بتوفير جزء كبير من الأرشيف، مع إعلان رسمي في 9 مارس الماضي لتسهيل الوصول إلى الأرشيف السرّي لهذه الفترة التاريخية الحساسة.





