
تتابع إسرائيل عن كثب التطورات الإقليمية المتعلقة بالحصول على طائرات “إف-35” الشبحية، حيث تتزايد المخاوف من أن هذه الصفقات المحتملة قد تضعف “تفوقها العسكري النوعي” الذي تم الاتفاق عليه مع الولايات المتحدة.
الملتقى حول التفوق الإسرائيلي
تستند مخاوف إسرائيل إلى اتفاق استراتيجي طويل الأمد مع الولايات المتحدة، الذي يضمن لها الحصول على أسلحة تتفوق على ما قد يتم بيعه للدول الأخرى في المنطقة، حرصًا على المحافظة على تفوقها العسكري المحدد. وقد التزمت الإدارات الأمريكية بهذا البند منذ سنوات طويلة.
التفوق القائم: “أدير” في الصدارة
تُعتبر إسرائيل الجهة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تحوز على مقاتلات “إف-35” من الجيل الخامس، حيث تسلمت تل أبيب 50 طائرة من طراز “F-35A Lightning II” في صفقة أولى، تلتها إضافة 25 مقاتلة أخرى في عام 2023. النسخة الإسرائيلية، المعروفة باسم “F-35I Adir”، تم تعديلها محليًا لتلبية احتياجات القوات المسلحة الإسرائيلية، مما يمنحها ميزات فريدة مقارنة بالنسخ الأخرى عالميًا.
علاوة على ذلك، كانت إسرائيل أول من استخدم هذه الطائرات في مهمات قتالية، كان آخرها أثناء التصعيد مع إيران في يونيو الماضي، وفقًا لمعلومات من صحيفة جيروزاليم بوست.
التنافس الإقليمي للحصول على “إف-35”
تكشف التقارير أن دولًا مثل السعودية وقطر وتركيا والإمارات والبحرين ومصر والمغرب تهدف جميعها للحصول على هذه الطائرة الشبحية. ترصد تل أبيب هذه الجهود كتهديد مباشر لتوازن القوى، مما دفعها لتعزيز ضغوطاتها على واشنطن.
أفادت صحيفة “واللا” العبرية، وفقًا لمصادر أمنية، بأن المفاوضات ما زالت جارية بين واشنطن وبعض العواصم العربية، لكنها تخضع لرقابة مشددة من الكونغرس الأمريكي، وأي صفقة مستقبلية قد تُرافق بحدود تقنية تؤثر على قدرات الطائرات المقدمة.
عودة تركيا إلى المنافسة
في تطور حديث، أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن أمله في أن تعود بلاده إلى برنامج “إف-35″، بعد استبعادها بسبب صفقة صواريخ “إس-400” الروسية. وتشير المعلومات إلى أن إسرائيل لعبت دورًا محوريًا في الضغط على إدارة ترامب لتمتنع عن منح أنقرة هذه الطائرة.
الخليج وشمال إفريقيا: طموحات جوية متزايدة
في هذا السياق، ذكرت وكالة رويترز أن الولايات المتحدة والسعودية ناقشتا إمكانية تزويد المملكة بمقاتلات “إف-35″، مما يُظهر عزم الرياض على تعزيز قدراتها الجوية. كما تقدمت قطر بطلب رسمي للحصول على الطائرة عام 2020، في حين تسعى الإمارات والبحرين لتقوية تعاونها العسكري مع الولايات المتحدة.
خيار “إف-47”: مستقبل إسرائيل المشرق
رغم وجود بعض الغموض بشأن البدائل المتاحة، يواصل الجيش الإسرائيلي مراقبة مشروع تطوير مقاتلة “F-47” من الجيل السادس، الذي تم الكشف عنه في مارس 2025 بعد منح بوينغ عقد التطوير من قبل إدارة ترامب.
ووفقًا لتصريحات ترامب في ذلك الوقت، ستتميز المقاتلة الجديدة بقدرات تتفوق على “إف-35″، بما في ذلك سرعة تفوق 2 ماخ ومدى عمّالي يصل إلى 1800 كم، بالإضافة إلى أنظمة تسليح متطورة وتقنيات “الشبح++”، التي تتجاوز “الشبح+” المستخدم في “إف-22 رابتور”.
أيضًا، ذكر ترامب إمكانية تقليص قدرات المقاتلات المقدمة لبعض الحلفاء الإقليميين بنحو 10% لضمان الاحتفاظ بالتفوق العسكري الإسرائيلي في حال تمت الموافقة على بيع “إف-35” لهم.
نسخة مطورة: الجيل الخامس+
بجانب “إف-47″، تعمل شركة لوكهيد مارتن على تطوير نسخة محسنة من “إف-35” تُعرف بـ “F-35 5th Gen+”، التي تُعتبر جسرًا تقنيًا بين الجيلين الخامس والسادس، ضمن برنامج NGAD الأمريكي لتحقيق التفوق الجوي في المستقبل.
وأشار الرئيس التنفيذي للشركة، جيم تايكلت، إلى أن هذه النسخة ستحول “إف-35” إلى “سيارة فيراري” بالسماء، بفضل تقنيات الاستشعار المتقدمة وتكاليف التشغيل المنخفضة، مع قدرة التسليم خلال ثلاث سنوات فقط، مما يجعلها خيارًا مثاليًا لإسرائيل دون الحاجة للانتظار للحصول على “إف-47”.
إسرائيل في مفترق طرق: تفوق سريع أم تفوق مستقبلي؟
تشير التقديرات إلى أن مقاتلة “F-47” قد تدخل الخدمة بين عامي 2025 و2029، بينما يُتوقع أن تبدأ الولايات المتحدة بتصدير “F-35” لدول الشرق الأوسط اعتبارًا من عام 2030. وبالتالي، من الممكن أن تحصل إسرائيل على نسخة متقدمة من “F-35+” تضمن لها الهيمنة الجوية بتكاليف أقل، ودون الإخلال بتفوقها النوعي.
وفي المقابل، في حال حصولها على “F-47″، ستحقق قفزة تكنولوجية كبيرة. في جميع الأحوال، تسعى تل أبيب لضمان بقاء ميزان القوى لصالحها وسط تغيرات إقليمية سريعة وزيادة في التسلح المتطور.





