
استلمت جمهورية مصر العربية ثلاث طائرات رافال متعددة المهام من فرنسا، تحت الأرقام EM12 وEM13 وEM14. تأتي هذه الخطوة في إطار مساعي القاهرة لتحديث وتعزيز قوتها الجوية، مكمّلةً بذلك طلبية عام 2021 التي تضمنت 30 طائرة.
تظهر الطائرات الجديدة بألوان ونماذج جديدة، تحمل علامات وطنية تُشير إلى تسليمها مؤخرًا إلى قاعدة جوية مصرية. وعلى الرغم من عدم صدور أي تعليقات رسمية من القيادات المصرية بعد، فقد اعتبر المحللون هذه التطورات دليلاً على استراتيجية مصر لتعزيز قدراتها الجوية وتنويع مصادر التوريد.
تمت الإشارة إلى أن هذه الطائرات تأتي كجزء من صفقة كبرى وقعتها القاهرة مع فرنسا في مايو 2021 لشراء 30 طائرة رافال إضافية، والتي بلغت قيمتها حوالي 3.75 مليار يورو. الصفقة تشمل أيضًا دعمًا وتدريبًا وأساليب دمج للأسلحة، وتم تمويلها من خلال قرض يمتد لعشر سنوات بضمان بنوك فرنسية. هذه الخطوة تعكس التزام باريس بتعزيز العلاقات الدفاعية مع القاهرة. وبذلك، تصل طلبات مصر من طائرات الرافال إلى 54 بعد الصفقة السابقة التي تم فيها استلام 24 طائرة في عام 2019.
النسخة المسلّمة حاليًا، Rafale F3R، تضيف نقلة نوعية في قدرات الضربة الدقيقة والاستطلاع والمواجهة الجوية، مدعومة برادار AESA من طراز Thales RBE2-AA وبود الاستهداف Talios، مما يسمح بحمل صواريخ متطورة مثل Meteor وصواريخ كروز طويلة المدى SCALP-EG. توفر هذه المنصة توازنًا بين إلكترونيات الطيران المتقدمة وقدرات الضربة بعيد المدى، مما يمنح سلاح الجو المصري ميزة استراتيجية في العمليات الجوية.
على الصعيد الإقليمي، تسهم صفقة الرافال في وضع مصر في مصاف القوى الجوية المتقدمة في الشرق الأوسط. إذ، بعد تسليم 24 طائرة في 2015، ستعزز الدفعات الحالية قدرة مصر التشغيلية لتصل إلى حوالي 30 طائرة، ومع اكتمال تسليم دفعة 2021، سيكون الإجمالي 54 طائرة، مما يجعل مصر أكبر مشغّل للرافال خارج حلف الناتو، والثاني عالميًا بعد فرنسا. تجري هذه التطورات في وقت تسعى فيه دول خليجية مثل قطر والإمارات أيضًا إلى تعزيز تفوقها الجوي عبر اقتناء الرافال.
تساعد برامج الرافال في تعزيز مرونة مصر في القيام بمهام التفوق الجوي والضربات بعيدة المدى والدعم البحري والاستطلاع. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الطائرات تساهم في تكامل مصر مع الأنظمة الخاصة بالتحالفات الغربية، مثل أنظمة الربط المشترك Link-16 والذخائر الموجهة. بالنسبة لفرنسا، تمثل هذه التسليمات إنجازًا دبلوماسيًا وصناعيًا، مما يبرز قدرة Dassault على الوفاء بالالتزامات وتعزيز وجودها الاستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.





