
خاص – رماية
الهيمنة الأوروبية والتقنيات المعيارية في مواجهة الترسانة الروسية
تُعيد ساحات القتال المعاصرة صياغة مفهوم البقاء العملياتي، حيث تتحول المركبات العسكرية المدرعة من هياكل فولاذية إلى منصات قتالية تقنية عالية. في زمن حُسمت فيه المعارك بالبيانات كما حُسمت بالقذائف، أصبح الثمن المدفوع لأغلى عشر مركبات مدرعة في العالم أكبر من مجرد كلفة الفولاذ؛ بل هو استثمار ضروري في تكنولوجيا النجاة، مما يُشكل تحديًا اقتصاديًا كبيرًا ومتطلبًا استراتيجيًا حيويًا.
تكلفة المركبات المدرعة الحديثة لم تعد مجرد ثمن للحماية، بل تُعتبر استثمارًا رئيسيًا في تكنولوجيا الأمان، حيث تعيد تعريف مفهوم الأمن القومي وتثقل ميزانيات الدفاع العالمية بأعباء اقتصادية هائلة.
تتقدم الدول الأوروبية في قائمة أغلى المركبات المدرعة في العالم، حيث تركز على الأنظمة المعيارية والمرونة الاستثنائية في ساحة المعركة.
- 1. بوكسر CRV الأسترالية (Boxer CRV): تُعتبر هذه المركبة الأسترالية النسخة الأكثر تطورًا من منصة “بوكسر” الأوروبية، حيث يُسجل سعرها في السوق بـ 10 ملايين دولار أمريكي. تُخصص هذه المركبة لمهام الاستطلاع والقتال، وبها مستشعرات متطورة ومدفع عيار 30 مم وصواريخ “سبايك” المضادة للدروع، مما يجعل منها منظومة قتالية إلكترونية متكاملة.
- 2. إيتان الإسرائيلية (Eitan APC): تتصدر قائمة ناقلات الجنود المدرعة بأعلى سعر حيث تصل تكلفتها إلى 6.5 مليون دولار. تُعتبر “إيتان” مدرعة محمية تسليحها يتضمن نظام حماية نشط ودروع متقدمة، مُدعمّة بمحرك ذو قدرة 750 حصانًا.
- 3. باتريا AMV XP الفنلندية (Patria AMV XP): تجسد هذه المدرعة المرونة الاسكندنافية، ويبلغ سعر الوحدة منها 6 ملايين دولار. تُشبه “باتريا” في مجال المركبات القتالية الهواتف الذكية حيث هي قابلة للتخصيص والتحديث المستمر، وتمتاز بقدرتها على تنفيذ أدوار متعددة تشمل نقل المشاة وحمل نظم الصواريخ، مع توفير حماية ضد الألغام.
مركبات مدرعة متقدمة تعيد تعريف القوة العسكرية
تعتبر المركبات المدرعة من العناصر الأساسية في أي قوة عسكرية حديثة، حيث تجسد التكنولوجيا المتطورة والكفاءة التشغيلية. في السطور التالية، نستعرض أبرز المركبات المدرعة من حول العالم، متناولين ميزاتها تكلفتها، وأهميتها في ساحة المعركة.
- 1. بوميرانغ الروسية (Boomerang): تحتل هذه المركبة مكانة متميزة بتكلفة تصل إلى 5.5 مليون دولار. تتميز ببرج غير مأهول ومدفع آلي عيار 30 ملم، إلى جانب صواريخ مضادة للدبابات، ما يجعلها رائدة في حروب القرن الحادي والعشرين.
- 2. سترايكر دراغون الأمريكية (Stryker Dragoon): تجسد هذه المركبة الاستجابة الأمريكية الفائقة التكنولوجية بتكلفة تصل إلى 4.9 مليون دولار. تتمتع بأحدث أجهزة الاستشعار والمعدات، ومدفع يتحكم فيه عن بُعد، مما يجعلها مثالاً على التكامل بين السرعة والقوة.
- 3. LAV 6.0 الكندية/ الأمريكية: تقدم كندا والولايات المتحدة هذه النسخة المتطورة بتكلفة تبلغ 3 ملايين دولار. تشمل مزاياها أنظمة رقمية متقدمة ودروع هيكل مزدوج على شكل حرف “V”، تحديدًا لجعلها من أكثر المركبات ذكاءً في المعركة.
- 4. أوتوكار أرما التركية (Otokar Arma): تُعتبر هذه المركبة متعددة الاستخدامات بتكلفة تصل إلى 1.5 مليون دولار. يمكن تهيئتها لحمل المشاة، أو كونها مركبة قيادة، أو حتى منصة مضادة للطائرات.
- 5. بيرانها السويسرية (Piranha): تتميز هذه المركبة بتكلفة حوالي 2 مليون دولار. تشتمل الخيارات على أنظمة (6×6) أو (8×8)، مما يعزز من مرونتها في مختلف مسارح العمليات.
التغير الجذري في أساليب الحرب
تشهد المعارك الحديثة تحولًا ملحوظًا نحو استخدام التكنولوجيا، حيث باتت المركبات المدرعة أكثر من مجرد وسيلة للنقل، بل أصبحت مراكز قيادة متنقلة. هذا الانتقال يستدعي التفكير في التكلفة مقابل الفوائد، حيث يجب على الدول إعادة النظر في كيفية تخصيص ميزانياتها الدفاعية.
يعكس هذا التوجه الحاجة إلى موازنة استراتيجية دقيقة؛ هل يستحق التفوق التكنولوجي الفوري هذا العبء الاقتصادي؟ يبقى السؤال مطروحًا، ولكن ما هو مؤكد أن تكلفة أن تكون حاضرًا في الساحة القتالية لم تكن يومًا بهذه الارتفاع.




