
التصنيف العسكري يعد عاملاً حيوياً لفهم قدرات الدول في التصدي للتحديات الأمنية، في ظل عالم تتزايد فيه التوترات الجيوسياسية. تقرير “جلوبال فاير باور” لعام 2025 يكشف تحولات مهمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
استند التقرير إلى أكثر من 60 مؤشراً، تشمل القوى البرية والبحرية والجوية، بجانب العوامل الاقتصادية واللوجستية. يكشف هذا التصنيف عن مفاجآت مثيرة، منها تقدم العراق إلى المرتبة الرابعة عربياً على الرغم من التحديات الداخلية، بينما تأخر لبنان إلى المراتب الأخيرة بسبب الاضطرابات المستمرة.
ترتيب أقوى 10 جيوش عربية لعام 2025
في هذا التحليل، نستعرض تفاصيل الترتيب العربي ونحلل العوامل الرئيسية خلفه، مسلطين الضوء على القدرات العسكرية التي تعيد تشكيل توازن القوى في المنطقة.
المركز العاشر: الجيش الأردني (75 عالمياً)
الجيش الأردني يحتل المرتبة الـ75 عالمياً، بقوة دفاع تشمل حوالي 100 ألف جندي. تبرز القوات المسلحة الأردنية كنموذج ثابت رغم الضغوط الجيوسياسية الإقليمية.
المركز التاسع: الجيش السوداني (73 عالمياً)
رغم الصراع الداخلي بين الجيش وقوات الدعم السريع، صمد الجيش السوداني في المرتبة الـ73 عالمياً، بفضل قوة تقدر بنحو 100 ألف جندي نشط. هذا التصنيف يعكس الإمكانيات الكامنة للقوات البرية السودانية في السياق الأفريقي-العربي.
المركز الثامن: الجيش القطري (72 عالمياً)
تحتل قطر المرتبة الـ72 عالمياً. على الرغم من قلة عدد الجنود (حوالي 12 ألفاً)، تعتمد القوة القطرية على تقنيات عسكرية حديثة مثل مقاتلات “رافال” و F-15QA “أبابيل”. صعودها يُظهر اعتمادها على التحالفات الاستراتيجية والاستثمارات الكبيرة في الدفاع الإلكتروني.
المركز السابع: الجيش السوري (64 عالمياً)
على الرغم من سنوات الحرب الأهلية، يحتفظ الجيش السوري بالمركز الـ64 عالمياً، مدعوماً بقوة برية تزيد عن 150 ألف جندي. تراجع هذا الجيش يُعتبر مفاجأة سلبية بسبب استنزاف الأسطول الجوي ونقص مخزونات الدبابات، مما أثر على قدراته العسكرية التقليدية.
المركز السادس: الجيش المغربي (59 عالمياً)
يتبوأ الجيش الملكي المغربي المرتبة الـ59 عالمياً، مع قوة بشرية تقدر بحوالي 200 ألف جندي، مع تركيز استراتيجي على الدفاع عن المصالح الوطنية. صفقات شراء طائرات F-16 والمروحيات الأمريكية “أباتشي” زادت من قوة القوات الجوية المغربية.
المركز الخامس: جيش الإمارات العربية المتحدة (54 عالمياً)
تستمر الإمارات في تقدمها لتصل إلى فئة الـ54 عالمياً، مدعومة بقوة عسكرية متطورة تقنياً تضم 65 ألف جندي. تعتمد القوات المسلحة الإماراتية على أنظمة حديثة مثل مقاتلات “رافال” ودبابات “ليكليرك” الفرنسية، مع التركيز المتزايد على الذكاء الاصطناعي والدفاع الرقمي، مما يعزز من مكانتها كـ”الجيش الذكي” في منطقة الخليج.
المركز الرابع: الجيش العراقي (43 عالمياً)
في مفاجأة العام، ارتفع الجيش العراقي إلى المرتبة الـ43 عالمياً والرابعة عربياً، متجاوزاً تأثير النزاعات السابقة. تعود هذه القفزة إلى قوة بشرية تتجاوز 190 ألف جندي، وتحسن واضح في القدرات الجوية من خلال عمليات مكافحة الإرهاب، إلا أن التحديات السياسية الحالية قد تؤثر على استمرار هذا التقدم.
المركز الثالث: الجيش الجزائري (26 عالمياً)
الجيش الجزائري شهد ارتفاعاً ملحوظاً، ليصل إلى المرتبة الـ26 عالمياً والثالث عربياً، هذا التقدم يعزز بشراكات تسليح استيراتيجية مع روسيا، تشمل مقاتلات متطورة وأنظمة أخرى تعزز قدراته العسكرية.
المركز الأول عربياً: جمهورية مصر العربية (19 عالمياً)
يتميز الجيش المصري بالصدارة المستمرة في التصنيف العربي، محتلاً المرتبة الـ19 على مستوى العالم. تتكون قواته البرية من أكثر من 440 ألف جندي نشط، وهو ما يعكس قوة ومرونة هذا الجيش. كما يتمتع أسطول جوي متطور يضم مقاتلات حديثة مثل “رافال” و”إف-16″، بجانب استثمار استراتيجي في مجال الإنتاج المحلي للأسلحة، بما في ذلك دبابات M1A1. هذا الاستثمار يعزز من استقلالية القرار العسكري ويزيد من مكانة مصر كقوة إقليمية محورية في منطقة الشرق الأوسط.
المركز الثاني عربياً: المملكة العربية السعودية (24 عالمياً)
تحتل المملكة العربية السعودية المرتبة الثانية عربياً والـ24 عالمياً، مدعومة بميزانية دفاعية ضخمة تصل لعشرات المليارات. يعتمد الجيش السعودي على قوة بشرية تزيد عن 225 ألف جندي، وتركز المملكة جهودها على تنويع مصادر التسليح ما بين الولايات المتحدة والصين، مما يسهم في تعزيز قدراتها الدفاعية.
استنتاجات وتوصيات
تلخص هذه التصنيفات اتجاهين استراتيجيين رئيسيين: الأول هو التحول السريع نحو الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة في دول الخليج مثل السعودية والإمارات وقطر، بينما لا تزال دول شمال أفريقيا، مثل مصر والجزائر، تركز على تطوير القوى البرية التقليدية.
المفاجآت الإيجابية، مثل صعود العراق، قد تعكس تحسناً في الاستقرار الأمني وتعزيز الشراكات الدولية التي تدعم تطوير القدرات العسكرية والبشرية للجيش العراقي.
مع ذلك، يجب الإشارة إلى أن هذه التصنيفات قد تعتبر تقليدية، حيث تغفل بعض العوامل الحيوية مثل الحروب غير المتكافئة والقدرات السيبرانية الناشئة. في الختام، يبقى التعاون والتكامل بين الدول العربية أحد المفاتيح الحيوية لتعزيز قوة هذه الجيوش في مواجهة التحديات العالمية المتزايدة.
المركز الثالث عربياً: الجزائر (30 عالمياً)
تحافظ الجزائر على قوتها العسكرية بفضل الطراز المتقدم مثل “سو-35” وقوات برية تضم 130 ألف جندي. هذا التصنيف يعكس استراتيجية الجزائر في تطوير قدراتها البحرية للتصدي للتهديدات المحتملة في حوض البحر الأبيض المتوسط، مما يعد مفاجأة إيجابية.





