العراق يفاوض كوريا الجنوبية لشراء دبابات K2 ومدافع K9

خاص – دفاع العرب
تسعى بغداد جاهدة لتسريع تحديث قدراتها الدفاعية البرية، في ظل تطورات أمنية متسارعة وتوجه متزايد نحو الانسحاب الأمريكي. تتابع وزارة الدفاع العراقية إجراءات مستعجلة لاستيراد دبابات قتالية حديثة، مما يعبر عن فهم عميق لأهمية تعزيز الذات في مواجهة التحديات الأمنية المعقدة.
واقع أمني جديد بفعل الوضع الأمريكي
تعتبر هذه الخطوات ردًا مباشرًا للمخاوف المتزايدة من آثار الانسحاب الأمريكي الشامل، حيث أصبح واضحًا أن واشنطن تتجه لإعادة نشر قواتها بعيدًا عن الأراضي العراقية. فمع رحيل القوات التي كانت تمثل الضمانة الرئيسية للأمن، تجد بغداد نفسها مضطرة لتعزيز قدراتها الدفاعية الذاتية لمواجهة التحديات العديدة داخليًا وخارجيًا.
التسلّح السريع: الأنظار نحو كوريا الجنوبية
يدرك صُنّاع القرار في العراق أهمية الوقت، فقد باتت الحاجة ملحة للغاية، ولم يعد بمقدور البلاد الخوض في مناقصات طويلة أو برامج اختبار معقدة. لذلك، يُتوقع أن تسعى بغداد للحصول على دبابات K2 بلاك بانثر بشكل سريع، مثلما طلبت سابقًا أنظمة الدفاع الجوي تشونغونغ 2 من سيول.
تظهر كوريا الجنوبية كخيار رئيسي لتلبية هذه الاحتياجات، بفضل سجلها الناجح في التصدير السريع، حيث تمكنت من تسليم 180 دبابة K2 لبولندا في ثلاث سنوات فقط، مما يبرز قدرتها على الإنتاج وتنفيذ العقود بشكل عاجل.
تحديات الترسانة الحالية تسرع القرار
على الرغم من امتلاك العراق لترسانة برية متنوعة تتضمن دبابات أمريكية مثل أبرامز M1A1 والروسية T-90S وT-72، إلا أن هذه الترسانة تواجه مشكلات ملحوظة:
المنشأ الأمريكي: تعاني دبابات أبرامز، رغم تقدّمها التقني، من تكاليف التشغيل والصيانة المرتفعة، مما يجعل استخدامها الواسع مكلفًا لصالح ميزانية العراق.
المنشأ الروسي: تواجه النسخ الروسية صعوبات كبيرة في الحصول على قطع الغيار والصيانة بسبب العقوبات الدولية، الأمر الذي أدى إلى انخفاض حاد في جاهزيتها.
أثر الصفقة على ميزان القوى الإقليمي
في تصريح لمجلة Defense Arabia، أوضح العقيد ظافر مراد، خبير في الشؤون العسكرية والدفاعية، أن الصفقة المحتملة لشراء دبابات K2 بلاك بانثر قد تؤدي إلى تغيير واضح في ميزان القوى الإقليمي، خصوصًا في ظل الصراع على النفوذ العسكري بين بغداد وطهران.
وأشار مراد إلى أن امتلاك العراق لأنظمة مدرعة متطورة من موطن غربي–آسيوي سيزيد من استقلاليته عن التأثيرات الروسية والإيرانية، وسيعزز من مكانته كشريك أمني موثوق للدول الغربية. كما أضاف أن هذه الخطوة قد تدفع دولًا مجاورة، مثل إيران وسوريا، لتسريع برامج تطوير أو استيراد دبابات حديثة لمواجهة التفوق التقني الذي قد توفره الـK2.
كما ذكر العقيد مراد أن دخول كوريا الجنوبية إلى سوق السلاح العراقي يفتح أمامها بابًا استراتيجيًا جديدًا نحو منطقة الشرق الأوسط، مما يضيف بعدًا اقتصاديًا وجيوسياسيًا مهمًا للتعاون الدفاعي بين سيول وبغداد. ويعتبر هذا التعاون خطوة نحو التنويع بعيدًا عن التوجهات الغربية، مما يمهد الطريق للتعامل مع الشركات التركية والصينية والروسية.
باختصار، يُعبر طلب العراق للـ K2 بلاك بانثر عن أكثر من مجرد تحديث للترسانة؛ إنما هو إعلان عن استراتيجية جديدة للاعتماد على الذات ورغبة في تنويع مصادر القوة بعيدًا عن التجاذبات الإقليمية والدولية التقليدية.
				



