
خاص – دفاع العرب
تُعد قوات الدفاع الجوي المصرية واحدة من الركائز الأساسية التي تقوم عليها القوة العسكرية للبلاد. تأسست هذه القوات رسميًا في فبراير عام 1968 عقب حرب الاستنزاف، وتولى مسؤولياتها حماية الأجواء المصرية من التهديدات المختلفة. ومنذ إنشائها، شهدت القوات تحديثات مستمرة، حيث انتقلت من استخدام الأنظمة السوفيتية القديمة إلى شبكة متطورة تضم أنظمة متعددة المدى تم استيرادها من مصادر متنوعة.
القوة البشرية
تشير التقديرات إلى أن عدد الأفراد في قوات الدفاع الجوي يتراوح بين 60 إلى 80 ألف فرد، مع عدد كبير من الاحتياطيين، مما يجعلها واحدة من أكبر القوات في مجال الدفاع الجوي على مستوى المنطقة. تتميز هذه القوات بوجود هيكل تنظيمي مستقل يتوازي في أهميته مع القوات الجوية والبحرية والبرية، مما يدل على قيمة مفهوم “حرب الدفاع الجوي” في الاستراتيجية العسكرية المصرية.
عقيدة الدفاع متعددة الطبقات
تستند العقيدة الدفاعية الجوية في مصر إلى مبدأ “التغطية الشاملة”، حيث تعمل الأنظمة المتنوعة بشكل متكامل لمواجهة مختلف التهديدات الجوية، بدءًا من الطائرات الحربية وصواريخ كروز، وصولًا إلى الصواريخ الباليستية والطائرات غير المأهولة.
1. الأنظمة بعيدة المدى (المؤكدة والمرجحة)
- S-300VM “Antey-2500” الروسية: تم تأكيد حصول مصر عليها منذ حوالي عام 2017، حيث تتراوح الوحدات بين كتيبتين إلى أربع كتائب، بمدى اعتراض يصل إلى 200 كم، مع القدرة على التصدي للصواريخ الباليستية المتوسطة المدى.
- HQ-9B الصينية: ظهرت معلومات غير مؤكدة عن تعاقد مصر على هذه المنظومة، لكن لم يتم الإعلان رسميًا حتى الآن عن دخولها الخدمة.

2. الأنظمة متوسطة المدى
- Buk-M2 الروسية: تعد هذه المنظومة مؤكدة الوجود، وتمتاز بمدى يصل إلى 45 كم، وتعتبر واحدة من الأكثر فعالية في مواجهة الطائرات وصواريخ كروز.
- IRIS-T SLM الألمانية: أظهرت مصر اهتمامًا كبيرًا بهذه المنظومة، وهناك تقارير عن توقيع عقود، إلا أن الأرقام الدقيقة لم تُعلن بعد. من المتوقع أن تلعب هذه المنظومة دورًا رئيسيًا في المستقبل بفضل دقتها وفعاليتها ضد الطائرات بدون طيار.
3. الأنظمة قصيرة المدى
- Avenger الأمريكية: هي منظومة دفاع جوي قصيرة المدى مصنوعة في الولايات المتحدة، تعتمد على صواريخ FIM-92 Stinger، ومصممة للتصدي للطائرات التي تحلق على ارتفاعات منخفضة، بالإضافة إلى الطائرات المروحية والطائرات بدون طيار وبعض الأهداف الخفيفة الأخرى. حصلت مصر على مجموعة من أنظمة Avenger ضمن برامج المساعدات.
## تعزيز الدفاعات الجوية لمصر
تتمتع مصر بخبرة طويلة في مجال الدفاع الجوي، خاصة منذ إدخال أنظمة **Crotale** الفرنسية في الثمانينات. هذه الخطوة جاءت كجزء من استراتيجية الدولة لتنويع مصادر تسليحها وتحديث قدراتها بعد معاهدة كامب ديفيد.
### نظام Tor-M1 الروسي
يُعرف نظام **Tor-M1** الروسي بكونه واحدًا من أنظمة الدفاع الجوي ذات المدى القصير، والذي صُمم خصيصًا لمواجهة الطائرات والمروحيات، بالإضافة إلى صواريخ كروز والقنابل الموجهة والطائرات بدون طيار. حصلت مصر على دفعات من هذا النظام خلال العقد الأول من الألفية، في مسعى لتعزيز قدراتها الدفاعية.

### أنظمة قديمة وتحديثات فعّالة
لا تزال القوات الجوية المصرية تحتفظ بمنظومات **Hawk** الأمريكية و**Kub** السوفيتية، مع إجراء تحسينات جذرية عليها. شملت التطويرات تحديث راداراتها وبرامجها ما يسمح بتكاملها في شبكة قيادة حديثة، مما يعزز فعاليتها في أداء المهام.
### أنظمة الرادار والقيادة
تعتمد القوة الجوية المصرية على أكثر من مجرد البطاريات الصاروخية، فهي تتضمن شبكة شاملة من رادارات الإنذار المبكر التي تحمي الأجواء بالكامل. تشمل هذه الشبكة رادارات من روسيا والولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى تطوير محلي لرادارات بعيدة المدى.
– قامت مصر بتطوير أنظمة **C4I** للقيادة والسيطرة، مما يتيح ربط مختلف المكونات في شبكة واحدة تدعم تبادل المعلومات في الوقت الحقيقي.
– هذا التكامل الحديث يُعزز من القدرة على التصدي للتهديدات، سواء عبر الأسراب الجوية أو الهجمات بالصواريخ والطائرات بدون طيار.
### الأبعاد الاستراتيجية
إن تنوع مصادر الأسلحة المصرية، التي تشمل دول مثل روسيا والولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وربما الصين، يُعتبر استراتيجية حيوية تهدف إلى تقليص الاعتماد على مصدر واحد وضمان الاستمرارية في الإمدادات والصيانة. كما يبرز تركيز الجيش المصري على حماية الممرات الاقتصادية، مثل قناة السويس وحقول الغاز في البحر المتوسط، والمراكز السكانية الكبرى، تأكيدًا على الرغبة في تحقيق ردع استراتيجي أمام أي تهديدات إقليمية.
### الخاتمة
برغم أن تفاصيل عقود تسليح مصر قد تبقى بعضها غامضة، إلا أنه يبدو جليًا أن القاهرة قد أرست واحدة من أكثر أنظمة الدفاع الجوي تقدماً في المنطقة. وفقًا لتصنيف **Global Firepower** لعام 2025، يحتفظ الجيش المصري بمركزه بين أقوى 15 جيشًا حول العالم والأول عربياً، مما يعكس مكانته الاستراتيجية المدعومة بدفاع جوي متكامل يجمع بين التقدم التكنولوجي والرؤية العسكرية الحديثة.








