الصين تتجاوز حاجز الـ300 مقاتلة J-20.. هل يتفوق التنين على صقر أمريكا؟

صور جديدة تم التقاطها خلال معرض “تشانغتشون” الجوي تؤكد وصول الدفعة العاشرة من مقاتلات J-20 الشبحية الصينية للواء الجوي التاسع عشر والقوات الجوية لجيش التحرير الشعبي (PLAAF). مع هذه الإضافة، تتجاوز الصين حاجز الـ300 طائرة من هذا النوع المتطور، مما يعكس تفوقها في إنتاج مقاتلات الجيل الخامس على مستوى العالم متفوقةً بذلك على الولايات المتحدة الأمريكية.
هذا التسليم يعد خطوة استراتيجية لتعزيز أمن العاصمة بكين، حيث يتواجد اللواء في قاعدة “تشانغجياكو” في إقليم خبي. ويُعتبر هذا اللواء أحد الألوية الرائدة المسؤولة عن حماية الأجواء الصينية. جاء هذا التغيير بعد الانتقال من تشغيل مقاتلات الجيل الرابع J-11B إلى الطائرات الشبحية الحديثة في أواخر عام 2023 أو مطلع 2024.
الصين تتفوق عالميًا في إنتاج مقاتلتين شبحيتين في آن واحد
تشير الإحصائيات إلى أن الصين باتت أول دولة على مستوى العالم تعتمد النسخة ذات المقعدين من مقاتلات الجيل الخامس (J-20S). كما تسجل البلاد تقدمًا بارزًا حيث تُنتج مقاتلتين شبحيتين من الجيل الخامس (J-20 وJ-35) بالتوازي، مما يدل على تطور نوعي في قدرتها الجوية.
منذ أن دخلت الخدمة في عام 2017، عززت الـJ-20 من مكانة الصين كدولة ثانية عالميًا، بعد الولايات المتحدة، في إنتاج مقاتلات الجيل الخامس محلية الصنع. تُعرف هذه المقاتلة بمدى قتالي يُعادل ضعف المدى الأقصى لمنافستها الأمريكية F-35، مما يمنح الصين ميزة استراتيجية في تغطية مناطق واسعة تشمل بحر الصين الشرقي وبحر اليابان وحتى الجزر المتنازع عليها وشبه الجزيرة الكورية.
إن توظيف هذا الطراز ضمن عدة وحدات، مثل اللواء الأول في “آنشان” واللواء 111 في “دازو”، يعكس انتقال القوات الجوية الصينية إلى جيل جديد من الردع الجوي بعيد المدى. ومع الرغم من التوسع الملحوظ في الإنتاج، يظل مستقبل البرنامج مرتبطًا بتطور مقاتلات الجيل السادس التي من المتوقع أن تدخل الخدمة في الصين بحلول أوائل الثلاثينيات، مما يمكن أن يخلق منافسة داخلية للـJ-20 في مجالات التمويل والتطوير.
J-20: دعامة أساسية للعقيدة الجوية الصينية
تعتبر مقاتلة J-20 أساس العقيدة الجوية الصينية الحديثة، فهي ليست مجرد وسيلة للسيطرة الجوية بدرجة بعيدة، بل تمثل أداة ردع استراتيجية تحمي الأجواء المحيطة بالعاصمة بكين وتؤمن مساحات شاسعة في المنطقة. بفضل إمكانياتها في التخفّي، وأنظمة الاستشعار المتطورة، والمدى الكبير، أصبحت الصين قادرة على فرض “مظلة شبحية” على المناطق المحتملة للنزاع مثل بحر الصين الشرقي وشمال شرق المحيط الهادئ.
تسلح اللواء التاسع عشر، وبموقعه القريب من بكين، يعكس الأهمية البالغة التي توليها الصين للدفاع عن مركز القيادة السياسية والعسكرية. كما يظهر إنتاج النسخ ثنائية المقعد توجهاً نحو تطوير عقائد قتالية تعتمد على الشبكات والذكاء الاصطناعي لإدارة المعارك الجوية المعقدة.
على الجانب الآخر، تمثل هذه الخطوة تحدياً مباشراً للتفوق الجوي الأمريكي، خاصة مع قوة الـJ-20 في المدى القتالي مقارنةً بـF-35. ومع اقتراب دخول مقاتلات الجيل السادس الخدمة في العقد المقبل، تهدف بكين للحفاظ على تفوقها الكمي والنوعي من خلال دمج الـJ-20 الحالية وتطوير أجيال مستقبلية أكثر تطوراً.
				



