قنبلة GBU-57 الخارقة: السلاح الأميركي القادر على اختراق 60 مترًا في عمق الأرض

تُعدّ قنبلة GBU-57 المعروفة باسم “القنبلة الخارقة للتحصينات” أو MOP (Massive Ordnance Penetrator)، من أخطر الأسلحة غير النووية في ترسانة الولايات المتحدة. بوزن يتجاوز 13 طنًا، وقدرة خارقة على اختراق أكثر من 200 قدمًا (60 مترًا) من الخرسانة المسلحة، صُممت هذه القنبلة خصيصًا لضرب الأهداف المدفونة في عمق الأرض مثل مراكز القيادة المحصنة، والمنشآت النووية، وأنظمة الصواريخ تحت الأرض.
خلفية تقنية: تطور قنابل اختراق التحصينات
بدأت أميركا منذ السبعينيات في تطوير قنابل قادرة على اختراق التحصينات. من أبرزها:
- BLU-109: قنبلة زنة 2,000 رطل، تخترق نحو 1.8 متر من الخرسانة.
- GBU-28: مجهزة بنظام توجيه ليزري، وتخترق حوالي 6 أمتار (20 قدمًا) من التحصينات.
لكن هذه القنابل التقليدية لم تكن كافية لاستهداف المنشآت المدفونة بعمق، مما أدى إلى تطوير GBU-57.
صُممت قنبلة GBU-57 لتكون قادرة على اختراق أعمق التحصينات المعادية دون الحاجة إلى استخدام الأسلحة النووية، وهو ما يغيّر قواعد الاشتباك في الحروب الحديثة ويوفر للولايات المتحدة ميزة ردع فريدة.
البنية التقنية لقنبلة GBU-57
- الوزن والطول: يبلغ وزن القنبلة نحو 30,000 رطل (14,000 كغ)، وطولها أكثر من 20 قدمًا (6 أمتار).
- الهيكل الخارجي: مصنوع من سبيكة فولاذية خاصة فائقة الصلابة (ferro-cobalt alloy)، يمثل أكثر من 80% من وزن القنبلة، ليتمكن من تحمّل الصدمة الأولية عند الاصطدام.
- الرأس الحربي: يحتوي على شحنة تزن 5,000 رطل (2,267 كغ) من المواد شديدة الانفجار.
- أنظمة التوجيه: تعتمد القنبلة على نظام GPS عسكري عالي الدقة مدمج مع منظومة توجيه بالقصور الذاتي.
- الزعنفة الشبكية: أربع زعانف شبكية متحركة في الخلف، تعمل على توجيه القنبلة أثناء سقوطها الحُر دون الحاجة إلى محركات دفع.
آلية العمل: خطوة بخطوة
- الإطلاق: يتم إسقاط القنبلة من قاذفة الشبح B-2 من ارتفاع شاهق.
- توجيه المسار: تستخدم القنبلة بيانات من الأقمار الاصطناعية والأنظمة الداخلية لتصحيح مسارها في الهواء.
- الاختراق: عند الاصطدام، يخترق الجسم الثقيل طبقات الأرض أو الخرسانة لمسافة تصل إلى 60 مترًا، مستفيدًا من الطاقة الحركية الهائلة.
- التفجير المؤجل: تُزوّد القنبلة بصاعقين في الذيل – أحدهما حساس للضغط والآخر للتأخير الزمني – لضمان انفجار الشحنة في أعماق الهدف بدقة قاتلة.
مقارنة مع قنابل أخرى
| القنبلة | الوزن | عمق الاختراق | نوع التوجيه | السعر التقريبي |
|---|---|---|---|---|
| BLU-109 | 2,000 رطل | 1.8 متر | غير موجهة | 25,000 – 84,000 دولار |
| GBU-28 | 4,000 رطل | 6 متر | توجيه ليزري | 100,000 – 150,000 دولار |
| GBU-57 (MOP) | 30,000 رطل | أكثر من 60 متر | GPS + قصور ذاتي | 3.5 مليون دولار للوحدة |
التمييز بينها وبين “أم القنابل” (MOAB)
رغم التشابه في التسمية، إلا أن “أم القنابل” (MOAB) تُستخدم لأغراض مختلفة:
- MOAB: قنبلة انفجارية جوية تزن 21,600 رطل، تنفجر فوق الأرض لتُحدث موجة صدمية هائلة، لكنها غير قادرة على الاختراق.
- MOP: قنبلة اختراقية مخصصة لضرب الأهداف المدفونة، تندفع تحت الأرض ثم تنفجر داخليًا لتدمير التحصينات بالكامل.
الاستخدام العملي والتكلفة الاستراتيجية
يُقدّر إجمالي تكلفة تطوير برنامج GBU-57 بحوالي 400 – 500 مليون دولار، وهي تُستخدم فقط في حالات خاصة، وغالبًا في إطار العمليات السرّية أو للردع الاستراتيجي. وتُعدّ قاذفة B-2 الشبح هي المنصة الوحيدة حاليًا القادرة على حمل هذه القنبلة نظرًا لحجمها ووزنها الهائلين.
تُجسّد قنبلة GBU-57 تطورًا مذهلًا في مجال الذخائر الخارقة للتحصينات، وتمنح الولايات المتحدة أداة ردع قوية ضد المنشآت المدفونة على أعماق سحيقة. في ظل تصاعد التهديدات النووية وانتشار المخابئ المحصنة في مناطق مثل إيران أو كوريا الشمالية، تبدو هذه القنبلة كسلاح مثالي لشن ضربات دقيقة ومؤثرة دون الحاجة إلى استخدام رؤوس نووية.




