تسود أوروبا حالة من الغموض بشأن البرامج الجوية المستقبلية، حيث يواجه مشروع تطوير مقاتلة الجيل السادس تحديات كبيرة، بينما تحقق الولايات المتحدة نجاحات ملحوظة في تصدير مقاتلاتها الشبحية F-35، وبتقدم ملموس نحو مشروعها F-47.
في الآونة الأخيرة، حصل مشروع «تيمبست»، الذي أصبح جزءًا من البرنامج العالمي للطيران القتالي (GCAP) المتعاون بين بريطانيا وإيطاليا واليابان، على تصنيف “أحمر” من الهيئة البريطانية الخاصة بمراقبة المشاريع الكبرى (NISTA). هذا التصنيف يشير إلى أن بلوغ أهداف المشروع ضمن الجدول الزمني الحالي بات شبه مستحيل.
يشمل مشروع «تيمبست» مجموعة من الشركات الكبرى مثل BAE Systems وLeonardo وJapan Aircraft Industrial Enhancement التابعة لمتسوبيشي، ويهدف لتمكين سلاح الجو البريطاني والإيطالي والياباني من مقاتلات من الجيل السادس، بالإضافة إلى أنظمة مسيّرة مرافقة. كما يتضمن المشروع خططًا لإجراء أولى الرحلات التجريبية قبل انتهاء العقد الحالي، بحلول عام 2035.
رغم التقدم الملحوظ في إعداد نموذج الطائرة التجريبية، يواجه المشروع تحديات سياسية وتقنية ومالية. فقد أسهم انسحاب السويد من التحالف في عام 2023 في تعقيد الهيكلية التشاركية، بالإضافة إلى تصريحات وزير الدفاع الإيطالي الذي أبدى قلقه من تحفظ لندن على نقل بعض التقنيات الأساسية إلى الدول الشريكة.
فيما يخص المحركات، ستعتمد المرحلة الأولى على محركات EJ200 المستمدة من طائرة Eurofighter في نموذج التجارب، بينما يتم العمل على تطوير محرك جديد بالتعاون مع رولز-رويس للمرحلة المقبلة. ولكن استخدام هذا الحل المؤقت قد يؤدي إلى تأخيرات في مكونات أخرى تؤثر بشكل مباشر على أداء الطائرة.
ختامًا، يبدو أن استمرار الانقسامات الأوروبية وصعوبة تحقيق اتفاقات حول تقاسم الأعباء المالية والتكنولوجية قد تجعل من الحكمة التشكيك في إمكانية إنجاز مقاتلة من الجيل السادس بحلول عام 2035. وهذا قد يفتح المجال أمام الولايات المتحدة لتعزيز نفوذها في الأسواق الأوروبية والشرق أوسطية في مجال الحلول القتالية المتطورة، إلا إذا اتخذت الدول الأوروبية خطوات فعالة لتطوير رؤية صناعية وسياسية موحدة.
