لماذا أعاد ترامب تسمية وزارة الدفاع إلى “وزارة الحرب”؟

أصدر الرئيس الأميركي دونالد ج. ترامب أمراً تنفيذياً يتضمن إعادة استخدام مصطلح “وزارة الحرب” كاسم بديل لوزارة الدفاع الأميركية، وهي خطوة رمزية اعتبرها البيت الأبيض تعبيراً عن القوة والاستعداد.
تشير التعليمات التنفيذية — التي تحمل الرقم 122 في مجموعة أوامر ترامب — إلى منح وزير الدفاع وقيادات البنتاغون الحق في استخدام ألقاب مثل “وزارة الحرب” و”وزير الحرب” و”نائب وزير الحرب” في اتصالاتهم الرسمية وكتبهم الرسمية وأثناء المناسبات الاحتفالية. كما تضمنت التعليمات توجيهات لجميع الوكالات التنفيذية لتكييف أساليب اتصالاتها بما يتواكب مع المصطلحات الجديدة، وأعطت الوزير توجيهات لطرح توصيات تتعلق بخطوات تشريعية وتنفيذية لإضفاء الطابع الدائم على هذا الاسم.
وأشار البيت الأبيض إلى أن اسم “وزارة الحرب” يمثل رسالة أقوى حول جاهزية الولايات المتحدة مقارنة بمصطلح “وزارة الدفاع” الذي يركز في الأساس على الجوانب الدفاعية، وأكد البيان أن الهدف من إعادة التسمية هو تعزيز تركيز الإدارة على المصالح الوطنية وإيصال رسالة إلى الأعداء بأن الولايات المتحدة مستعدة لاستخدام القوة لحماية مصالحها عند الضرورة.
وقبل توقيع الأمر، قال ترامب للصحفيين إن إعادة الاسم كانت موضوع حديث لمدة أشهر، مشيراً إلى أن الوزارة التاريخية قادت الولايات المتحدة إلى انتصارات بارزة خلال الحروب العالمية، وأن تغيير الاسم بعد الحرب العالمية الثانية أدى — كما زعم — إلى طمس ثقافة الانتصار.
من جانبه، رحب وزير الدفاع بيت هِغسِت بهذه الخطوة، معتبراً أنها تعكس تحولاً في النهج نحو “عمليات حاسمة ومقنعة”، مضيفاً أنها تعبر عن إعادة التركيز على القوة والفعالية بدلاً من التردد في حسم النزاعات.
يجدر بالذكر أن مصطلح “وزارة الحرب” يعود إلى إنشاء إدارة الحرب في عام 1789، حيث استخدم لأكثر من 150 عاماً قبل إعادة تنظيم الهيكل الدفاعي للولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية (من خلال قانون الأمن القومي وأعمال تشريعية في أواخر الأربعينيات)، مما يعطي الخطوة الحالية أبعاداً تاريخية ورمزية.
أثار هذا القرار انتقادات من عدة جهات برلمانية وتحليلية؛ حيث اعتبر النقاد أن المبادرة رمزية وتشتت الانتباه عن مسائل تمويل وتجهيز القوات، مشيرين إلى الأسئلة المتعلقة بالتكاليف العملية لتغيير اللوحات والشعارات والوثائق، بالإضافة إلى الحاجة لموافقة الكونغرس لجعل هذا الاسم رسمياً بشكل دائم. بينما عبر مؤيدو الخطوة من الجمهوريين عن دعمهم لها، معتبرين أنها تكريم للتاريخ العسكري الأميركي وتعزيزاً لما يعرف بـ “روح المحارب”.




