
في مناسبة الافتتاح الرسمي لمكتبها الإقليمي الجديد في الرياض، أجرى فريق دفاع العرب حوارًا مميزًا مع السيد سونغ إيل، رئيس شركة هانوا إيروسبيس لمنطقتي الشرق الأوسط وإفريقيا. هذه الخطوة تمثل مرحلة جديدة وحيوية في خطة “هانوا إيروسبيس” للتوسع في هذه الأسواق، حيث تُعزز من دور السعودية كمركز رئيسي في رؤية الشركة للمستقبل في مجالات التعاون الدفاعي وتوطين الصناعات، بالإضافة إلى بناء شراكات صناعية دائمة.
خلال هذه المقابلة، يتحدث السيد سونغ إيل عن أهمية المقر الإقليمي في الرياض وتوافقه مع رؤية السعودية 2030. كما يستعرض خطط “هانوا” لتقديم أحدث الحلول الدفاعية، وتعزيز عملية نقل التكنولوجيا، ودعم الشراكات المستدامة في المنطقة. يبين كيف تتطلع “هانوا” إلى تحقيق توازن بين التنافسية العالمية وتوطين الصناعات، مع الرؤية الاستراتيجية لبناء تعاون طويل الأمد مع المملكة العربية السعودية وباقي دول الشرق الأوسط.
س1: ما هو البعد الاستراتيجي لتأسيس المقر الإقليمي (RHQ)؟
ج1: يأتي المقر الإقليمي في الرياض ليعزز من دور “هانوا إيروسبيس” كشريك مهم للطرف الغربي في الشرق الأوسط. هذا المكتب سيكون مركزًا لتنسيق الشراكات وتسريع التعاون الصناعي، كما سيدعم تجديد القطاع الدفاعي في هذه المنطقة. سيوفر أيضًا روابط مع شبكات البحث وتطوير المنتجات العالمية للشركة، مما يجعل الإقليم جزءًا لا يتجزأ من استراتيجيتنا العالمية.
س2: ما الذي جعلتم تختارون المملكة العربية السعودية كمقر إقليمي؟
ج2: تُعتبر السعودية حلقة الوصل الجيوسياسية في الشرق الأوسط، إذ تربط بين دول مجلس التعاون الخليجي وسلاسل الإمداد العالمية. تحت رؤية 2030، تأخذ المملكة دورًا قياديًا في تحديث الدفاع وتنويع الصناعة. كونها رائدة في مجالات الأمن والتعاون الدفاعي، فإنها تُعتبر الخيار الأمثل لمقرنا الإقليمي. من خلال الرياض، سنوسع شراكاتنا وننشر التعاون ليشمل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
س3: كيف يتماشى المقر الإقليمي مع رؤية السعودية 2030؟
ج3: تركز رؤية 2030 على تنويع الصناعة وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الحلول التكنولوجية وخلق فرص العمل. تُعزز “هانوا” هذه الرؤية من خلال استثماراتها في الإنتاج المحلي ونقل التكنولوجيا، بالإضافة إلى إقامة مراكز لصيانة وتطوير المعدات. كل هذا لا يسهم فقط في تعزيز القدرات الدفاعية للمملكة، بل يُساعد أيضًا في بناء قاعدة صناعية قوية وتحقيق نمو اقتصادي مستدام.

س4: ما هي أبرز القدرات التي يمكن أن تقدمها “هانوا” للمنطقة؟
ج4: تقدم “هانوا” مجموعة واسعة من الحلول التي تغطي مجالات البر والبحر والجو والفضاء. في منطقة الشرق الأوسط، نركز على أنظمة برية مثل مدفع الهاوتزر K9 ذاتي الحركة والمركبة المدرعة “تيغون”، إضافة إلى أنظمة الدفاع الجوي المتطورة مثل M-SAM وL-SAM، وكذلك الرادارات والذخائر ذات التوجيه الدقيق. كما أننا مستعدون للتعاون في مجالات الفضاء من خلال أنظمة الأقمار الصناعية ومركبات الإطلاق. أيضًا تقدم “هانوا” مجموعة من الأنشطة في مجالات الطاقة والكيماويات والتمويل، ما يتيح لنا إمكانيات صناعية متنوعة. كل هذه القدرات تسهم في تعزيز الأمن في المنطقة وتساعد في تحقيق الاكتفاء الذاتي والتنمية الاقتصادية المستدامة.
س5: ما مدى أهمية التوطين والتعاون الصناعي في استراتيجيتكم؟
ج5: يُعتبر التوطين جزءًا محوريًا من الاستراتيجية العالمية لـ “هانوا”. لدينا مصانع في أستراليا ونعمل في بولندا على مشاريع دفاعية كبيرة من خلال شراكات محلية قوية، وفي رومانيا نستثمر في مبادرات توطين مستقبلية. اعتمادًا على هذا النموذج، سننتهج نفس الاستراتيجية في السعودية وبقية المنطقة لتعزيز مرونة سلاسل الإمداد وضمان نقل التكنولوجيا وخلق المزيد من الفرص الوظيفية، ما يسهم بدوره في التنمية المستدامة.
س6: كيف يتلائم المقر الإقليمي مع الاستراتيجية الدفاعية العالمية لشركة “هانوا”؟
ج6: تُعتبر “هانوا إيروسبيس” واحدة من الشركات الرائدة في مجموعة “هانوا” وأحد أهم الجهات …
فورتشن جلوبال500 تقدم استراتيجية متكاملة تهدف إلى تجاوز الحدود الوطنية، حيث يُعزز المقر الإقليمي في الرياض ارتباطه بشبكة عالمية تشمل مناطق مثل أوروبا وآسيا والمحيط الهادئ وأمريكا الشمالية. هذا التكامل يضمن بقاء السعودية ومنطقة الشرق الأوسط في قلب شبكاتنا المتعددة للبحث والتطوير، بالإضافة إلى الإنتاج والإمداد.

س7: ما هي طموحات “هانوا” المستقبلية في منطقة الشرق الأوسط؟
ج7: نهدف إلى أن نصبح شريكًا موثوقًا يدوم طويلًا في المنطقة. سنركز جهودنا على تنفيذ مشروعات بحث وتطوير مشتركة، فضلاً عن تعزيز برامج التدريب والتعاون الصناعي. علاوة على ذلك، سنوسع نطاق عملياتنا لتشمل مجالات جديدة مثل الطاقة النظيفة والمواد المتقدمة واستكشاف الفضاء. سيكون لمقرنا الإقليمي دور محوري في تنسيق كافة هذه المبادرات الاستراتيجية.
س8: ما الذي يجعل “هانوا” شريكًا فريدًا وموثوقًا؟
ج8: تصنف “هانوا” ضمن فورتشن جلوبال 500، وهي سابع أكبر مجموعة صناعية في كوريا الجنوبية، حيث تشمل عملياتها مجالات متنوعة مثل الدفاع والطاقة والمواد والتمويل. على سبيل المثال، تعتبر “هانوا إيروسبيس” الذراع الدفاعي للمجموعة، حيث تقدم حلولاً متطورة عبر البر والبحر والجو، فضلاً عن الفضاء. إن سجلاتنا الناجحة في تنفيذ مشاريع التوطين في أسواق مختلفة مثل أستراليا وبولندا ورومانيا والولايات المتحدة تؤكد أننا شريك استراتيجي وليس مجرد مورد. نتميز بتكامل خبرتنا التقنية مع القدرة على التعاون الصناعي فضلاً عن استقرارنا المالي، مما يجعلنا شريكًا موثوقًا ومتميزًا.

س9: كيف تخطط “هانوا” للحفاظ على التوازن بين نقل التكنولوجيا والتنافسية أمام المنافسين الدوليين الأقوياء؟
ج9: إن نقل المعرفة التقنية يتجاوز مجرد نقل الوثائق، بل هو عملية تراكمية تعتمد على التجارب والنقاشات المشتركة. على عكس بعض الدول التي تتجنب تقديم تقنيات متطورة، استطاعت كوريا تطوير قدرات محلية متميزة. يتضمن هدفنا بناء قدرات السعودية بشكل متدرج، بدءًا من الأساسيات والوصول إلى مستويات متقدمة في التعاون، حيث نسعى لتمكين المملكة على تحقيق الاعتماد الذاتي في المهارات الفنية بدعمنا.

س10: كيف تتماشى تقنيات “هانوا” مع تنوع أنظمة الدفاع الجوي في السعودية من مصادر متعددة مثل الصين وأوروبا والولايات المتحدة؟
ج10: هذه نقطة هامة، حيث تقوم قواتنا الدفاعية في كوريا بتشغيل أنظمة من الولايات المتحدة وفرنسا وكوريا. تمكننا من تطوير القدرة على دمج هذه الأنظمة ضمن نظام موحد. تقدم “هانوا” حلولًا متكاملة تربط بين الأنظمة المتنوعة، سواء كانت أمريكية (PAC-3) أو كورية (M-SAM وL-SAM) أو أوروبية، لتعمل بشكل متكامل ضمن شبكة واحدة. تُعتبر هذه القدرة من أبرز الحلول الممكنة للمملكة.

س11: هل ستقوم “هانوا” بتكييف منتجاتها لتلائم ظروف الشرق الأوسط، أم ستبقى كما هي كما صُممت في كوريا؟
ج11: من الناحية الفنية، نحن نقوم باختبار أنظمتنا في ظروف متعددة، بدءًا من المناخ القاسي في المناطق القطبية إلى الحرارة المرتفعة. نحن على دراية بالتحديات التي يطرحها مناخ الشرق الأوسط، ولدي نوع من الثقة في قدرتنا على تكييف منتجاتنا لتناسب هذه الظروف وتحسين أدائها. باختصار، جميع أنظمتنا قد تم اختبارها بشكل جيد، ونحن ملتزمون بأن تظل أدائنا موثوقًا حتى في أصعب الظروف في المملكة.








