“النجم الساطع 2025”: 43 دولة تشارك في أكبر مناورات عسكرية بالشرق الأوسط.. هل هي رسالة ردع استراتيجية؟

بدأت، يوم الخميس، فعاليات التدريب العسكري المشترك “النجم الساطع 2025” في قاعدة محمد نجيب العسكرية الواقعة شمال غرب مصر، والذي سيمتد حتى العاشر من سبتمبر/ أيلول.
التدريب “النجم الساطع” يُعتبر من أكبر التدريبات العسكرية المشتركة على مستوى العالم، حيث يشارك في دورته الحالية 43 دولة، منها 13 دولة تشارك بصفة فعالة بأكثر من 7900 مقاتل، بينما تكون 30 دولة أخرى بصفة مراقب.
تشمل الدول المشاركة بشكل فعلي: مصر، والولايات المتحدة، وقطر، والسعودية، والهند، وإيطاليا، وقبرص، والعراق، واليونان، واليمن، وبريطانيا، والأردن، وجنوب إفريقيا، وقيرغيزستان. وهناك 29 دولة أخرى تشارك كمراقب، منها: أوغندا، والمجر، وتونس، واليابان، وبولندا، وعُمان، وبروندي، وماليزيا، والأرجنتين، وإسبانيا، وكينيا، وأستراليا، وإندونيسيا، والكويت، وألمانيا، ومالاوي، وموريتانيا، وفيتنام، ونيجيريا، وغانا، وتنزانيا، وجيبوتي، والبحرين، والبرتغال، وكوريا الجنوبية، وسويسرا، ورواندا، وفرنسا، وباكستان.
أهداف وأنشطة التدريب
يتضمن التدريب استعمال 250 مركبة وآلية عسكرية، بالإضافة إلى 13 سفينة حربية و161 طائرة مقاتلة. كما يشمل مجموعة متنوعة من الأنشطة، أبرزها الرماية التكتيكية باستخدام الذخيرة الحية، ومكافحة القنص، وتحليق الطائرات المسيرة لدعم العمليات، إلى جانب تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري وعمليات القتال في المدن، فضلاً عن التدريب الكيميائي والبحري والجوي. كما ينطوي على مهام مثل المساعدات الإنسانية، الاستجابة للكوارث، إجلاء المدنيين، وعمليات البحث والإنقاذ.
تهدف هذه المناورات إلى تبادل المعرفة والخبرات في تقديم مواجهة الإرهاب وتأمين الحدود الدولية، وتنفيذ العمليات المشتركة في الجوي والبحر. كما تسعى لتعزيز الأمن السيبراني وتحقيق التنسيق العملياتي بين القوات المشاركة، مما يعزز قدرتها على التصدي للتحديات الأمنية في السياق الإقليمي والدولي.
تتميز نسخة هذا العام من التدريب بإضافة أنشطة جديدة، مثل تنفيذ عمليات إطلاق صواريخ “ستينجر”، والتدريب على تقنيات كشف المصادر المشعة، وتشكيل فرق قتالية مشتركة بين مصر وأميركا باستخدام نظم الدفاع الجوي والإعاقة الإلكترونية لمواجهة الطائرات المسيرة.
رسائل قادة التدريب
أثناء مراسم الافتتاح، أشار اللواء أركان حرب شريف العرايشي، رئيس هيئة التدريب بالقوات المسلحة المصرية، إلى أهمية المرحلة الحالية التي يمر بها العالم، مما يتطلب جاهزية الجيوش لمواجهة التحديات الأمنية المتزايدة. واعتبر أن تدريب “النجم الساطع” يمثل فرصة فريدة لتوحيد المفاهيم القتالية وتطوير القدرة على العمل الجماعي في بيئات تشغيل متعددة.
كما أكد العرايشي أن مصر لا تسعى للنزاعات، رغم موقعها الجغرافي الحساس، ولديها القوة اللازمة لضمان السلام.
من جهتها، ذكرت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) أن “النجم الساطع 2025” يمثل امتدادًا للعلاقة الأمنية الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، مشيرة إلى أنه شراكة تاريخية تلعب دورًا محورياً في مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن الإقليمي.
وأوضح باتريك كلير، نائب قائد الفرقة 42 مشاة بالجيش الأميركي، أن التدريب يعد منصة مركزية لبناء القدرات لدى الدول المشاركة للحفاظ على الأمن الإقليمي، وأكد أنه سيكون ديناميكيًا ودقيقًا مع سيناريوهات متنوعة لمواجهة التحديات الأمنية المعاصرة.
لمحة تاريخية
يتم تنظيم تدريب “النجم الساطع” سنويًا منذ بدايته في أكتوبر 1980 بعد توقيع معاهدة كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل. وقد تم إيقاف التدريب أربع مرات لأسباب مختلفة، آخرها في عام 2013. تركز الولايات المتحدة من خلال هذه المناورات على تطوير مهارات القتال في البيئات الصحراوية.
				



