مقابلات

هكذا تبني الإمارات مستقبلها الرقمي الآمن: مقابلة خاصة مع الرئيس التنفيذي لشركة CPX

يتطلب تعزيز المرونة الوطنية في ظل تعقّد مشهد الأمن السيبراني اليوم مزيجًا من التقنيات المتطورة، والبصيرة الاستراتيجية، والشراكات المرنة، والعقلية الاستباقية. في هذا الحوار الحصري، أجرت دفاع العرب مقابلة مع السيد هادي أنور، الرئيس التنفيذي لشركة CPX، والمزود الرائد لحلول الأمن السيبراني المتكاملة في دولة الإمارات.

مع خبرة تتجاوز الـ 25 عامًا في إدارة تكنولوجيا المعلومات والابتكار والأمن السيبراني، استعرض أنور كيف ساهمت مسيرته في رسم ملامح رؤية CPX، بما يخدم هدفًا وطنيًا أشمل نحو بناء مستقبل رقمي آمن.

كشف السيد أنور أبرز عن التحديات التي تواجه الحكومات ومشغلي البنية التحتية الحيوية، بدءًا من تطور بيئة التهديدات في الإمارات، وصولًا إلى تقاطع العوالم السيبرانية والمادية.
كذلك شرح كيف تواصل CPX الابتكار، وتنفيذ استحواذات استراتيجية، ومساعدة العملاء على الاستعداد لعالم تقوده تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث لم يعد الاستعداد السيبراني خيارًا بل ضرورة وجودية.

كيف ساهمت خبرتك الممتدة لـ 25 عامًا في تشكيل رؤية CPX الحالية؟
قاد العمل في مجالات إدارة تكنولوجيا المعلومات والابتكار والأمن السيبراني٫ على مدى أكثر من عقدين٫ إلى فهم عميق لطبيعة التهديدات المتغيرة والاستراتيجيات اللازمة للتصدي لها.
عززت تلك التجارب قناعتي بأن الأمن السيبراني يتجاوز التكنولوجيا؛ بل يتمحور حول الإنسان، والشراكة، والهدف.

جسدت CPX هذه الرؤية من خلال بناء منظومة أمنية استباقية وتعاونية متوافقة بعمق مع أولويات عملائنا الاستراتيجية.
نجحنا في خدمة أكثر من 100 جهة حكومية ومؤسسة كبرى داخل الإمارات عبر حلول مخصصة وشاملة، ما عزز موقعنا كأحد أكثر مزودي الأمن السيبراني موثوقية في الدولة.


ما التحول الأبرز الذي شهدته بيئة الأمن السيبراني والمادي في الإمارات خلال السنوات الخمس الماضية؟
نمت المنظومة بشكل لافت، مدفوعة بالتحول الرقمي الوطني، وبتزايد الاعتراف بأن الأمن السيبراني ركيزة للنمو الاقتصادي والأمن العام.
تبنّت الإمارات سياسات استباقية، وشجعت على التعاون، واستثمرت في الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وحماية البنية التحتية الحيوية.

اتسعت التهديدات من بيئة تكنولوجيا المعلومات إلى البيئات التشغيلية بفعل إدماج التقنيات الذكية، فباتت الشركات والحكومات تنظر اليوم إلى الأمن السيبراني باعتباره ركيزة أساسية للتمكين، لا مجرد مسألة ثانوية أو لاحقة في أولوياتها.
ما تزال الأخطاء البشرية وسوء الإعداد أبرز أسباب الحوادث، ما يؤكد الحاجة إلى نهج شامل يجمع بين التقنية والحوكمة والتوعية.


ما أبرز التهديدات السيبرانية الناشئة التي تثير قلقكم؟ وكيف تستعد CPX للتصدي لها؟
يثير تصاعد تعقيد الهجمات، خصوصًا المدعومة بالذكاء الاصطناعي، أكبر قدر من القلق.
يعمد المهاجمون إلى استخدام أدوات توليد المحتوى لتقليد السلوك البشري وتجاوز الدفاعات التقليدية.

تشكّل ثغرات سلاسل التوريد وسوء الإعداد حتى اليوم خطرًا دائمًا؛ إذ تُعزى نحو ثلث الحوادث السيبرانية إلى مشاكل في الإعداد.

استثمرت CPX في حلول دفاعية استباقية تشمل الكشف عن التهديدات باستخدام الذكاء الاصطناعي، وتوحيد المنصات، وتخفيف العبء عن فرق الأمن.
ساعدنا مديري الأمن السيبراني على مواءمة الاستراتيجيات الأمنية مع أهداف الأعمال، ما عزز الامتثال، والرؤية الشاملة، والمرونة على المدى البعيد.


كيف يمكن للمؤسسات، لا سيّما مشغلو البنية التحتية الحيوية، ضمان استمرارية أعمالها في ظل تهديدات الذكاء الاصطناعي؟
واجهت المنطقة ضغوطًا متزايدة للابتكار والحماية في آنٍ واحد.
يمنح الذكاء الاصطناعي المؤسسات قدرة أفضل على الاكتشاف السريع والاستجابة، لكنه يجلب أيضًا مخاطر جديدة مثل “التزييف العميق” والذكاء الاصطناعي الهجومي.

لمواكبة المستقبل، يجب تبني دفاعات متعددة الطبقات، ومراقبة فورية، وإرساء حوكمة للذكاء الاصطناعي من اليوم الأول.
ساعدنا في CPX عملاءنا على الانتقال من الاستجابة إلى التنبؤ، مما عزز مرونتهم من دون إبطاء عملية الابتكار.
يكمن الهدف في حماية الأصول الأساسية مع تمكين النمو المستدام.


ما أبرز نتائج تقرير CPX حول حالة الأمن السيبراني في الإمارات؟ وما الإحصائية الأكثر مفاجأة؟
كشف التقرير أن سوء الاستخدام والنشاط غير القانوني مسؤولان عن 19% من الحوادث السيبرانية في الإمارات.
يساهم دمج الذكاء الاصطناعي في تدقيقات الأمن بتحسين الإدارة التنبؤية للمخاطر ورفع مستوى الجاهزية الأمنية.

أظهر التقرير أيضًا ارتفاعًا بنسبة 58% في عدد مجموعات برامج الفدية النشطة في الدولة، مما يبرز أهمية جمع وتحليل ومشاركة معلومات التهديدات.
استهدفت الهجمات بشكل رئيسي قطاعات الحكومة والمالية والطاقة، مما يعكس حساسية بياناتها وامتدادها الرقمي الواسع.

دعا التقرير إلى تحوّل جذري في طريقة التعامل مع الأمن السيبراني، عبر تعزيز الجاهزية، وتكثيف التدقيق، وتعميم حوكمة الذكاء الاصطناعي، وتوسيع نطاق التوعية.


ما المخاطر المتوقعة التي ستسيطر على نقاشات مجالس الإدارة خلال الـ 12–18 شهرًا القادمة؟
أدى تقاطع الأنظمة الرقمية والمادية إلى جعل الحوادث السيبرانية ذات تبعات واقعية، ما حوّل الأمن السيبراني إلى مسألة تشغيلية وتنظيمية ومجتمعية.

من المتوقع تبني نهج أكثر تنظيمًا تقوده التشريعات، مع التركيز على تقنيات الكشف عن التهديدات في أنظمة التشغيل، وتطبيق مبادئ “اللا ثقة” Zero Trust، وتكامل أعمق مع أطر الامتثال.

ستلعب الشراكات بين الحكومات ومزودي التكنولوجيا ومشغلي البنى التحتية دورًا حاسمًا في تعزيز النظام البيئي المقاوم.
تتعاون CPX مباشرة مع القيادات العليا لتعزيز الوعي السيبراني على مستوى مجالس الإدارة، وتوجيه الاستراتيجيات نحو أهداف طويلة المدى.


ما الإعلانات الرئيسية التي ستكشف عنها CPX خلال GISEC؟ ولماذا تُعد مهمة للمنطقة؟
أعلنت CPX خلال GISEC 2025 عن استحواذها على شركة spiderSilk الإماراتية المتخصصة في إدارة التعرض السيبراني وعوامل SOC المستقلة، مما عزز قدراتها التوسعية ومنتجاتها الذكية، وفتح آفاقًا جديدة في أسواق مثل أمريكا الشمالية والسعودية.

كما استحوذت CPX على TSI Tech، مما عزز من حضورها في مجال الأمن الفيزيائي، ورسّخ مكانتها في مجال المدن الذكية وتقاطع الأمن السيبراني والمادي.
بالتوازي، أبرمت الشركة شراكة مع ISC2 لتضييق فجوة المهارات في الأمن السيبراني بالمنطقة من خلال توسيع نطاق التدريب والشهادات.


كيف يُقارن الإطار التنظيمي للأمن السيبراني في الإمارات بنظرائه عالميًا؟ وما أفضل الممارسات التي ينبغي تبنيها؟
تميّزت الإمارات بتبني نموذج شراكة شامل بين القطاعين العام والخاص والمجتمع، يُعرف بـ (PPPP)، لتطوير السياسات، وزيادة الوعي، وتضمين الأمن السيبراني في كل طبقات التحول الرقمي.

في حين تملك دول أخرى أطرًا تنظيمية قوية، تتفرد الإمارات بسرعة استجابتها وتكاملها بين القطاعات.
تُمكّن هذه المرونة الدولة من تنفيذ استراتيجيات وطنية على نطاق واسع، ودعم الابتكار عبر سياسات مرنة.

مع ذلك، لا تستطيع أي دولة التصدي وحدها للتحديات المعاصرة.
استعرض تقرير CPX خمسة محاور لتعزيز الأمن السيبراني محليًا ودوليًا:

  1. اعتماد استراتيجيات استباقية للكشف المبكر والمراقبة المستمرة.
  2. تعزيز اليقظة السيبرانية في جميع شرائح المجتمع.
  3. تعزيز التعاون وتبادل المعلومات بين القطاعات والدول.
  4. الاستثمار في المواهب والابتكار لبناء قوى عاملة مستقبلية.
  5. تطبيق حوكمة صارمة للذكاء الاصطناعي لضمان نشره الآمن والأخلاقي.

يُعد الأمن السيبراني مسؤولية عالمية مشتركة، وتُجسد الإمارات نموذجًا يُحتذى به في التناغم ما بين الأمن والابتكار والمرونة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى