الإمارات وكوريا الجنوبية: شراكة واعدة حول مقاتلة KF-21 تصطدم بعقبات التصدير

خاص – دفاع العرب
تشير البيانات إلى وجود تقدم ملحوظ من الإمارات نحو إنشاء شراكة تقنية وتشغيلية مع مشروع المقاتلة الكورية الجنوبية KF-21، لكن التحول من هذا التعاون إلى عقد شراء نهائي يبقى معلقًا على تجاوز بعض التحديات السياسية والتقنية الدقيقة.
في إطار سعيها لتوسيع نفوذها الجوي وتنويع مصادر تسليحها بعيدًا عن الدول التقليدية، تتجه الإمارات نحو سيول، حيث يعد مشروع مقاتلة KF-21 (Boramae) خيارًا استراتيجيًا.
هذا التقارب يعكس بوضوح استراتيجية أبوظبي لتعزيز استقلالها الدفاعي والتقني.
خلفية البرنامج وطموحاته
تهدف مقاتلة KF-21 إلى أن تكون نموذجًا متقدمًا من الجيل 4.5، مع خطة تطوير واضحة للتوجه نحو نسخ ذات قدرة شبحية بالكامل (KF-21EX) في المستقبل. وقد بدأت كوريا الجنوبية برنامجًا تجريبيًا شاملًا لتجارب الطيران، مع خطط لبدء الإنتاج الكمي خلال السنوات القليلة المقبلة. وقد شهد البرنامج تعاونًا في بداياته مع إندونيسيا، واعتمدت عليه دول عدة نظرًا لمواصفاته المتطورة وقدرته على سد الفجوة في سوق الطيران العسكري، كما ذكر موقع “Business Insider”.
دلالات الاهتمام الإماراتي الجاد
لا تقتصر العلاقات بين أبوظبي وسول على الدبلوماسية فقط، بل تمsigned خطاب نوايا واتفاقيات شراكة شاملة تمنح الإمارات حق الوصول إلى بيانات الاختبار والمشاركة في تقييم النماذج التشغيلية لمقاتلات KF-21. وقد وثّقت وسائل الإعلام الدفاعية، مثل “The Defense Post” و “Aviation Week”، هذه التطورات، مشيرة إلى عمق الحوار الاستراتيجي بين البلدين، والذي شمل جولات في منشآت الإنتاج والقواعد الجوية، مما منح الخبراء الإماراتيين فرصة عملية لتقييم المنصة.
دلالات “رحلة الصداقة” الرمزية
أتت الطلعة التي نفذها وفد إماراتي، برئاسة مساعد وكيل الوزارة للدفاع للقدرات الدفاعية، على متن نموذج تدريبي من مقاتلة KF-21 في قاعدة “ساتشيون” الجوية، كدليل قوي على جدية نوايا الإمارات. إذ كان هذا الحدث أكثر من مجرد إجراء تشريفي، بل يعكس أن الحوار التقني قد وصل إلى مرحلة التقييم الميداني المتقدم، وهو ما تم تسليط الضوء عليه من خلال تغطية واسعة من قبل مصادر متخصصة مثل موقع “armyrecognition.com”.
تحليل الدوافع والمصالح المتبادلة
تسعى الإمارات إلى تحديث قدراتها الجوية وتقليل الاعتماد على مصادر تسليح تفرض قيودًا سياسية. في هذا السياق، تبرز مقاتلة KF-21 كخيار مثالي إذا تم التوصل إلى حلول لقضايا التصدير. هذه الشراكة يمكن أن تمنح الإمارات فرصًا فريدة لدمج أنظمتها الدفاعية المحلية ضمن منصة قتالية مرنة.
في الجهة المقابلة، تعتبر الإمارات شريكًا إقليميًا استراتيجيًا لكوريا الجنوبية، وهو ما أشار إليه العديد من المختصين في الشؤون الدفاعية، مثل “Defence Security Asia”.
العقبات التقنية والسياسية
رغم التقدم الحالي، تواجه كوريا الجنوبية عقبة رئيسية تتمثل في الاعتماد على مكونات أجنبية تخضع لقيود تصدير، وخاصة المحركات التي تعتمد على تقنيات أمريكية. يطرح هذا الاعتماد تساؤلات حول إمكانية بيع الطائرة للإمارات، إذ ستحتاج هذه الأخيرة إلى موافقة من واشنطن.
على الرغم من وجود عروضة دولية، مثل البريطانية، لتوفير محركات بديلة للحد من هذا الاعتماد، كما ذكرت صحيفة “Financial Times”، إلا أن هذا الحل لا يزال طويلًا ومكلفًا، ويتطلب استثمارات ضخمة.
المسار نحو عقد الشراء
التحول من هذا التعاون إلى عقد شراء نهائي يتطلب مسارًا عمليًا يتضمن عدة مراحل: بدءًا من التقييم التقني، ثم الوصول إلى تفاهمات حول نقل التكنولوجيا، يتبعها إبرام اتفاقيات لتوفير محركات بديلة أو الحصول على تراخيص تصدير. وتؤكد التجارب السابقة في صفقات الأسلحة الكبرى على أن هذه العملية قد تستغرق سنوات، وأن الزيارات والطلعات الجوية التجريبية هي مجرد جزء من “مسار التحقق” الطويل، وليس دليلاً على نهاية وشيكة للصفقة.
				



