مصر وباكستان: هل تتجه العلاقات العسكرية نحو تحالف استراتيجي جديد في المنطقة؟

خاص – دفاع العرب
في القاهرة، وفي يوم الأربعاء، استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رئيس هيئة الأركان المشتركة الباكستانية، الفريق أول ساهر شمشاد مرزا، حيث جرى النقاش حول تعزيز العلاقات العسكرية والأمنية بين الدولتين.
وقد جاء هذا اللقاء تعبيرًا عن رغبة الجانبين في تطوير الشراكة الاستراتيجية وتبادل المعرفة في مجالات حساسة.
ووفقًا لبيان الرئاسة المصرية، نقل مرزا تحيات رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف إلى السيسي، الذي عبر عن تقديره للتقدم الإيجابي الذي شهدته العلاقات الثنائية بين مصر وباكستان. وقد تمحورت المحادثات حول توسيع آفاق التعاون في المجالات العسكرية والأمنية، فضلاً عن جهود مكافح الإرهاب والتطرف بما يدعم المصالح الاستراتيجية المشتركة.
وتعليقًا على التحركات الأخيرة لتعزيز التعاون العسكري، أشار الخبير في الأمور الدفاعية عمير أسلان إلى أن هناك فرصًا استراتيجية كبيرة يمكن أن تستفيد منها القاهرة من خلال الشراكة مع إسلام آباد، خاصة في ظل النمو الكبير الذي شهدته الصناعات الدفاعية الباكستانية خلال العقدين الماضيين.
ويشير الخبير إلى أن الخيارات الدفاعية الباكستانية أصبحت تمثل بديلًا عمليًا ودقيقًا للدول التي تسعى لتنويع مصادر تسليحها دون التأثير على توازنها الاستراتيجي أو تحميل ميزانيتها العسكرية أعباء إضافية.
ويضيف أسلان بأن مصر قد تجد في المقاتلة متعددة المهام JF-17 Thunder التي تم تطويرها بالتعاون مع الصين، فرصة لتحديث أسطولها الجوي بمقاتلة خفيفة، مرنة، وذات كفاءة اقتصادية. ويوضح أن هذه الطائرة، رغم تكلفتها الأقل عن المقاتلات الغربية، تتمتع بقدرات إلكترونية وتسليحية تعزز من قوة الردع الجوي دون الحاجة للاعتماد الكلي على الولايات المتحدة الأمريكية أو فرنسا.
أما بالنسبة للقوات البرية، فيرى عمير أسلان أن دبابات القتال الرئيسية مثل “الخالد” و”الضرار” قد تكون محل اهتمام خاص لدى الجيش المصري، في ظل رغبة القاهرة لتطوير قدراتها التصنيعية. فدبابة “الخالد”، التي تُنتج بالتقنية الصينية – الباكستانية، تميزت بمحرك قوي وأنظمة استشعار حديثة، بينما توفر “الضرار” خيارًا منخفض التكلفة لتحديث الدبابات القديمة بخبرة باكستانية ميدانية.
وفيما يتعلق بالصواريخ، يرى الخبير أن مصر قد تستفيد من الأنظمة الباكستانية المضادة للسفن والموجهة أرض-أرض التقليدية أكثر من اهتمامها بالصواريخ الباليستية، وذلك في نطاق تطوير دفاعات مرنة ومنخفضة التكلفة.
ويختتم الخبير حديثه لـ”دفاع العرب” بالتأكيد على أن الاجتماع الأخير بين الرئيس السيسي والوزير الباكستاني للاقتصاد العسكري يعكس تصميمًا حقيقيًا من الجانبين لتحقيق شراكة دفاعية أوسع، تتجاوز مجرد شراء الأسلحة لتشمل التعاون الصناعي والتقني والتدريب المشترك، مما يشكل نقلة نوعية في العلاقات الثنائية.
				



