قامت روسيا بإحراز تقدم جديد في زيادة إمكانياتها في الدفاع الجوي، حيث سلمت شركة “الأنظمة عالية الدقة”، التابعة لمؤسسة “روستيخ”، دفعة من الصواريخ المصغّرة لقواتها المسلحة لتستخدمها ضمن نظام “بانتسير” للدفاع الجوي.
تأتي هذه الخطوة كجزء من عقد حكومي للتسليح، وذلك في ظل تصاعد التهديدات الناتجة عن الطائرات المسيّرة ذات التكلفة المنخفضة وسرعة الانتشار.
الصواريخ الجديدة، التي تم عرضها لأول مرة في معرض “الأسطول-2024” في مدينة كرونشتادت، تم تصميمها لمواجهة مجموعة واسعة من الأهداف الجوية. كما أنها تتيح للنظام حمل 48 صاروخًا بدلاً من 12، مما يزيد من قدرته على التعامل مع التهديدات دون الحاجة لتجديد العتاد بشكل مستمر.
هذا التطور يعكس زيادة في مرونة النظام، حيث يمكن استخدام الصواريخ الصغيرة ضد الطائرات المسيرة، مع المحافظة على الصواريخ الأكبر للقيام بمهمة الدفاع عن الأهداف ذات الأهمية العالية مثل الطائرات أو الصواريخ المجنحة.
تمكن قدرة “بانتسير” على التعاطي الفعال مع أسراب الطائرات المسيّرة، بالإضافة إلى سرعة تجديد الذخيرة، من توفير ميزة تكتيكية واضحة في ساحات القتال الحديثة.
آراء المختصين
حسب تصريح بخان أوزدويف، مدير قطاع التسليح في “روستيخ”، فإن القدرة المتزايدة على الحشد من خلال زيادة عدد الصواريخ تجعل من الصعب على العدو استنزاف المخزون أثناء الهجمات المكثفة.
تعتبر هذه الخطوة تأكيدًا على التعاون الوثيق بين “روستيخ” وقطاعات الصناعات الدفاعية الروسية، وتهدف إلى تطوير ذخائر فعالة ومتكاملة، مع إمكانيات التصدير للدول التي تعاني من تهديدات مشابهة من الطائرات المسيّرة أو الحروب غير المتكافئة.
كما أوضح المحلل العسكري الروسي إيغور كوروتشينكو، رئيس تحرير مجلة “الدفاع الوطني”، أن نشر الصواريخ الصغيرة الجديدة لـ “بانتسير” يعد خطوة فارقة في مواجهة التحديات المستمرة من الأنظمة غير المأهولة.
وصرح كوروتشينكو لوكالة ريا نوفوستي بأن بدء هذه الإمدادات يمثل تطورًا مهمًا مصممًا بشكل فعال للتصدي للهجمات الواسعة النطاق التي تشنها الطائرات المسيرة الأوكرانية على أهداف في عمق التراب الروسي.
وأضاف: “الصواريخ الجديدة قصيرة المدى معدة خصيصًا لتدمير تلك الطائرات المسيرة، كما أن تكلفتها المعقولة تجعلها ملائمة للإنتاج بكميات كبيرة.”
وأشار كوروتشينكو إلى المزايا التشغيلية الإضافية، موضحًا أن زيادة حمولة نظام “بانتسير” إلى 48 قذيفة وسرعة إعادة التلقيم ستعزز قدرته على مواجهة أسراب الطائرات المسيّرة التي تسعى لاستنزاف خطوط الدفاع الجوي.
