صاروخ متسكع يصدم الولايات المتحدة: هكذا اقترب الحوثيون من إسقاط طائرة أمريكية

علي الهاشم – باحث كويتي مختص بالشؤون الدفاعية
كشفت مصادر غربية مطلعة عن حادثة خطيرة كادت أن تغيّر قواعد الاشتباك الجوي في المنطقة، حين أطلق الحوثيون صاروخًا أرض-جو نحو مقاتلة أمريكية أثناء تنفيذ غارات جوية في اليمن قبل فترة وجيزة.
ووفقًا للتقرير، اقترب الصاروخ بدرجة كبيرة من إصابة المقاتلة الشبحية لولا اتخاذ الطيار تدابير دفاعية عاجلة.
وتثير هذه الواقعة تساؤلات كبيرة: كيف تمكن الصاروخ من “رؤية” طائرة يُفترض أنها خفية عن الرادار؟ وما هو مستوى التكنولوجيا التي باتت بيد الحوثيين؟ للإجابة، يجب التذكير بأن المقاتلات الشبحية ليست “غير مرئية” بشكل مطلق، بل تتمتع ببصمة رادارية منخفضة، وهو ما لا يمنع رصدها في ظروف معينة، كما حدث سابقًا عندما أسقط الصرب مقاتلة F-117 في حرب البلقان عام 1999.
اللافت أن الصاروخ المستخدم – وفقًا لاستخبارات أمريكية – هو من نوع 358 الإيراني، وهو صاروخ “متسكع” مضاد للطائرات، مبني على بدن صاروخ روسي من طراز R-27، ويعتمد على تقنية التوجيه بالأشعة تحت الحمراء ذات التصوير الحراري (IIR). هذا التوجيه المتطور يتيح له التعرف على البصمة الحرارية والهندسية للطائرة وتفادي الشعلات المضللة، مما يجعله أكثر فتكًا حتى ضد الطائرات الخفية.
والأخطر من ذلك أن هذا الصاروخ قادر على التحويم بعد الإطلاق في مسار يشبه الرقم 8، إلى أن يكتشف الهدف جويًا ويهجم عليه، وهي ميزة تفسر نجاح الحوثيين في إسقاط العديد من الطائرات المسيرة الأمريكية.
ويبدو أن إيران قد زوّدت وكلاءها في المنطقة بهذا السلاح المتطور، ما يمثل تهديدًا حقيقيًا حتى لأكثر الطائرات تقدمًا في العالم.



