
تسير العلاقات العسكرية بين تركيا ومصر بشكل متسارع، حيث استقبلت أنقرة مؤخراً رئيس الأركان التركي، الفريق أول متين غوراك، نظيره المصري الفريق أحمد فتحي إبراهيم خليفة، في لقاء تم يوم الخميس الماضي.
بحسب ما أفادت به وكالة “الأناضول” التركية، جاءت زيارة الفريق خليفة بدعوة رسمية من نظيره التركي، حيث تم استقباله بحفل عسكري رسمي في مقر رئاسة الأركان في أنقرة، تلا ذلك عقد جلسات مباحثات ثنائية بعيدة عن الإعلام.
هذه الزيارة تأتي في إطار جهود تعزيز العلاقات بين البلدين، فهي تتبع زيارة سابقة قام بها رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة المصرية السابق، الفريق أسامة عسكر، إلى أنقرة في العام المنصرم. وقد اعتُبرت تلك الزيارة نقطة تحول مهمة في مسار العلاقة، حيث صرحت وزارة الدفاع التركية بعدها عن تفاؤلها بزيادة التعاون العسكري والدفاعي مع مصر.
وفي السياق نفسه، نقلت قناة “تي آر تي” التركية عن تصريح زكي أكتورك، المستشار الإعلامي بوزارة الدفاع التركية، الذي أكد أن الفريق أسامة عسكر التقى أثناء زيارته بوزير الدفاع التركي يشار غولر ورئيس الأركان الفريق أول متين غوراك. كما أضاف أكتورك أن الفريق عسكر زار أيضاً عددًا من شركات الصناعات الدفاعية التركية خلال تواجده في أنقرة.
خلال زيارة العام الماضي، علق ياسين أقطاي، مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية التركي، على المباحثات التي جرت بين الفريق غوراك ونظيره المصري حول سبل تعزيز التعاون الدفاعي بين البلدين وإمكانية إنشاء مصانع أسلحة في مصر.
ومؤخراً، تجلت نتائج هذا التقارب من خلال إعلان وزارة الدفاع التركية عن إجراء تدريبات مشتركة للقوات الخاصة التركية والمصرية في العاصمة أنقرة.
ووفقاً لبيان وزارة الدفاع التركية على منصة “إكس”، تمت تلك التدريبات، المعروفة باسم “تدريبات القوات الخاصة المشتركة”، في الفترة من 21 حتى 29 أبريل/ نيسان الماضي، وبمشاركة قيادات القوات الخاصة لكلا البلدين.
شملت التدريبات المشتركة مجموعة متنوعة من السيناريوهات والمهارات، تتضمن القتال في المناطق المأهولة، عمليات القنص، التدريب الطبي التكتيكي، القفز بالمظلات، تمارين الطائرات الهليكوبتر للهجمات السريعة والنزول بالحبال، بالإضافة إلى مهام الإخلاء الطبي والعمليات الاستطلاعية.
يُشار إلى أن هذا التحسين في العلاقات العسكرية يأتي بعد استئناف العلاقات الدبلوماسية على مستوى السفراء، حيث أعلنت مصر في 4 يوليو/ تموز 2023 عن تعيين السفير عمرو الحمامي في أنقرة، فيما رشحت تركيا السفير صالح موتلو شين ليكون سفيراً لها بالقاهرة، مما أنهى فترة من القطيعة الدبلوماسية استمرت لعدة سنوات.
كما سبق هذا الإعلان، حيث شارك وزير الخارجية المصري السابق، سامح شكري، في مراسم تنصيب الرئيس التركي في أنقرة يوم 3 يونيو/ حزيران 2023، وذلك بعد إعلان فوزه بالانتخابات الرئاسية من قبل اللجنة العليا التركية للانتخابات.








