
تجربة رائدة للمقاتلة KF-21 في الإمارات
دخلت دولة الإمارات مرحلة متقدمة من التجارب الميدانية، متجاوزة الفحوصات الفنية التقليدية. تفيد التقارير من صحيفة “كوريا تايمز” بأن القيادة الإماراتية كانت حاضرة بشكل شخصي لتقييم القدرات العملياتية للمقاتلة. حيث شارك وفد رفيع المستوى، بما في ذلك وكيل وزارة الدفاع، إبراهيم ناصر محمد العلوي، وقائد مركز الحرب الجوية، العميد الركن طيار عزان النعيمي، في ما أطلق عليه “رحلات الصداقة” على متن النماذج الأولية للطائرة في مدينة ساشون.
هذا النوع من المشاركة يعكس بالوضوح جدية المفاوضات، ويبدد أي شكوك حول التزام الإمارات باستكشاف هذا الخيار. مع وجود “البورامي” (الصقر بالكورية) في منافسة مباشرة مع بدائل غربية وشرقية، يبدو أن الجانب الكوري قد حقق ميزة ملحوظة بفضل استعداده للتعاون والشراكة.
اتفاقية التعاون الدفاعي بين الإمارات وكوريا
تندرج المفاوضات الحالية تحت إطار اتفاقية “تعاون شامل” تم توقيعها في 16 أبريل 2025. تعتبر هذه الاتفاقية حدثاً بارزاً في العلاقات الدفاعية، حيث تمنح الضباط الإماراتيين فرص غير مسبوقة مثل الوصول المنتظم إلى الوحدات الجوية الكورية والمشاركة في التجارب الجوية، بالإضافة إلى مراجعات استراتيجية دورية.
تظهر هذه الاتفاقيات أنها ليست مجرد صفقات تجارية، بل هي مزيج من التعاون العقائدي والعملياتي. لها أهمية كبيرة في فهم العمليات التشغيلية والبنية التحتية اللازمة لتشغيل طائرات متطورة، مما يعكس تخطيطاً طموحاً يتجاوز مجرد استلام الطائرات.
فرص التصنيع والتطوير داخل الإمارات
تعكس الصفقة المحتملة قيمة صناعية تتجاوز الهيكل المعدني للطائرة. في سعيها نحو توطين خطوط الإنتاج داخل أراضيها، تسعى الإمارات إلى تحقيق استقلالية في مجال التصنيع الدفاعي، وهو ما يتماشى مع رؤيتها لتطوير قاعدة صناعية قوية ومستقلة.
تخطط الشراكة المستقبلية، كما أفاد مسؤولو الشركة الكورية، للتعاون في تطوير تقنيات متقدمة تشمل الطائرات المسيّرة المرافقة والذكاء الاصطناعي. يمثل هذا التعاون فرصة ذهبية للإمارات أمام القيود التي تفرضها الدول الغربية على نقل التكنولوجيا المتقدمة.
الأبعاد الجيوسياسية لتنوع الخيارات الدفاعية
يؤكد السياق الإقليمي المتوتر أهمية تنويع مصادر التسليح كجزء من استراتيجية “التحوط الاستراتيجي”. تعزز هذه الخطوة العلاقة بين الإمارات وكوريا، حيث توفر لأبوظبي مجالاً أوسع للمناورة وضمان استمرارية سلاسل التوريد بعيداً عن الضغوط السياسية الخارجية.
تتمتع المقاتلة KF-21 بسمعة قوية كمقاتلة من الجيل 4.5، مع إمكانية الترقي إلى الجيل الخامس، وتقدم تنافسية كبيرة من حيث التكلفة وسهولة الصيانة. إذا تمكنت الإمارات من الاستحواذ على حقوق التصنيع، فقد تتحول إلى مركز إقليمي لصيانة وتطوير هذه الطائرات، مما يعزز مكانتها كقوة عسكرية وصناعية متقدمة في المنطقة.







