الأخبار العسكريةالأخبار العسكرية الإقليميةالمغربخاص

أسود أفريقيا 2025: استراتيجيات موحدة ورسائل قوية في أضخم تدريب عسكري على الأرض الإفريقية

تستعد القارة الأفريقية لاستقبال أكبر نسخة في تاريخها من مناورات “الأسد الإفريقي”، حيث ستشارك أكثر من 40 دولة تحت القيادة المشتركة من قبل القيادة الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) وفريق العمل الأوروبي التابع للجيش الأمريكي في أفريقيا (SETAF-AF). تمتد فعاليات هذه التدريبات العسكرية من 14 أبريل/ نيسان إلى 31 مايو/ أيار 2025، وتشمل عدة دول مضيفة منها: المملكة المغربية، الجمهورية التونسية، جمهورية غانا، وجمهورية السنغال، بالإضافة إلى فعاليات ستُقام في إيطاليا.

تهدف مناورات “الأسد الإفريقي 2025” إلى الوصول لعدة أهداف استراتيجية، منها تعزيز الجاهزية القتالية للقوات المشاركة، وتحقيق الاستقرار الأمني في المنطقة، وتطوير القدرات المشتركة في العمليات البرية والجوية والبحرية، بالإضافة إلى المجال السيبراني. تشمل التدريبات سيناريوهات متقدمة لمواجهة التهديدات غير التقليدية، بما في ذلك الهجمات السيبرانية ومكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى التدريب على عمليات الإغاثة الإنسانية والإخلاء الطبي.

تتميز المناورات بمشاركة واسعة تشمل قوات من جمهورية مصر العربية، ليبيا، الكاميرون، كينيا، نيجيريا، فرنسا، هولندا، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، إسرائيل، وإيطاليا. تبرز كذلك مشاركة الجزائر، قطر، تركيا، ودول أفريقية أخرى، مما يبرز البعد المشترك لهذه التدريبات وأهميتها على الصعيدين الإقليمي والدولي.

من الملاحظ خلال المناورات التركيز على استخدام أنظمة دفاعية متطورة، كالنظام الصاروخي “HIMARS”، مما يعكس أهمية تعزيز القدرات الردعية الإقليمية ورفع الجاهزية القتالية للقوات المشاركة. تعكس هذه المشاركة الواسعة فهما متزايدًا من المجتمع الدولي لأهمية تعزيز الأمن الجماعي وتبادل الخبرات لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة التي تواجه القارة.

تشير مناورات “الأسد الإفريقي 2025” إلى أن الأمن الإقليمي لم يعد مسؤولية دولة واحدة، بل هو نتاج تعاون دولي فعّال لمواجهة التهديدات المعقدة التي تتجاوز الحدود الوطنية وتؤثر على استقرار المنطقة.

أوضح اللواء الركن (م) فهد السبيعي، الخبير العسكري والاستراتيجي، أن “مناورات ‘الأسد الإفريقي’ في نسختها الأخيرة تعكس تطورًا نوعيًا في التنسيق العملياتي بين القوات المشاركة، خاصة في ظل البيئة الأمنية المتزايدة التعقيد.”

وأضاف: “الاعتماد على سيناريوهات تدريبية تحاكي الهجمات المركبة باستخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية يدل على أهمية تطوير منظومات الدفاع الجوي المتكامل (IAMD) لمواجهة التهديدات المتزايدة.”

استمرارًا، أشار اللواء السبيعي إلى أهمية اختبار سرعة الاستجابة والفعالية في الربط العملياتي بين منصات الدفاع الجوي والأنظمة الاستخبارية، مما يعزز القدرة على الردع ويزيد مستوى جاهزية القوات بشكل ملحوظ. وفي رأيه، تعكس هذه المناورات حرص الدول المشاركة على تطوير مفهوم دفاعي مشترك لحماية مصالحها الحيوية في المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى