الأخبار العسكريةالأخبار العسكرية الإقليميةالجزائر

الجزائر تعزز قدراتها الدفاعية عبر شراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة

كشف سفير الجزائر لدى الولايات المتحدة، صبري بوقادوم، عن تقدم كبير في المفاوضات مع واشنطن لإقامة تعاون عسكري قوي. يُتوقع أن تُثمر هذه الجهود عن صفقات تسليح تشمل معدات عسكرية حديثة ومتطورة. تأتي هذه الخطوة في إطار سعي الجزائر لتوسيع شراكاتها الدفاعية وتعزيز قدراتها العسكرية، مما يعكس رغبتها في تخطي التحديات السابقة وخلق شراكة مؤثرة مع الإدارة الأميركية.

خلال لقاء صحافي في السفارة بواشنطن، أوضح السفير الجزائري أن وفودًا عسكرية من وزارتي الدفاع في البلدين تستعد لإجراء جولة مكثفة من المشاورات، بهدف تعزيز التعاون الأمني والدفاعي. كما تم توجيه دعوات لمسؤولين كبار من الطرفين للمشاركة في فرق متخصصة لتطوير برامج عاجلة تنفذ اتفاقيات دفاعية جديدة في أسرع وقت.

تؤشر هذه التطورات على أن التعاون العسكري الجزائري الأميركي قد شهد فترة من النشاط الفعلي، وأن الإعلان الرسمي عن هذه الشراكة أصبح وشيكًا، مما يجعلها واحدة من أسرع المبادرات العسكرية للجزائر في السنوات الأخيرة.

في حديثه لموقع “ديفانس سكوب”، أبرز بوقادوم أن الحوار العسكري بين الجزائر وواشنطن يمتد على مدى سنوات، متناولًا تبادل معلومات استخباراتية متعلقة بالبحر، وإبرام صفقات أسلحة جديدة تلبي الاحتياجات الدفاعية الجزائرية، فضلاً عن التعاون في عمليات البحث والإنقاذ ومواجهة التهديدات الإرهابية في منطقة الساحل.

ورغم تحفظه على الكشف عن تفاصيل صفقات التسليح المرتقبة، أكد بوقادوم على أن هناك ثلاث ورش عمل رفيعة المستوى ستُعقد قريبًا لوضع خطة تنفيذ مفصلة استنادًا على مذكرة التفاهم الموقعة في 22 يناير، والتي تتيح إطارًا قانونيًا للتعاون وتعزز من الفرص المستقبلية.

وأشار بوقادوم إلى التزام الجزائر بتعزيز علاقاتها الأمنية والاقتصادية مع الولايات المتحدة، خاصة في ظل ولاية ترامب الثانية، مع تسليط الضوء على أهمية نقل وتوطين التكنولوجيا الدفاعية المتقدمة.

فيما يتعلق بالعلاقات المستقبلية، أكد أن الاتفاق بين البلدين يمثل التزامًا رسميًا بتعميق التعاون العسكري، وتطلع الجزائر لتوسيع تعاونها الاقتصادي ليشمل مجالات حيوية مثل المعادن والطاقة.

واعتبر أن تراجع الوجود العسكري الأميركي في أفريقيا يقابله تصاعد نفوذ روسيا والصين في المنطقة، مما يستدعي تعزيز التعاون الجزائري الأميركي في المجالات الاستراتيجية. كما أن الموقع الاستراتيجي للجزائر في شمال أفريقيا يمنحها ميزة جيوسياسية هامة، خصوصًا بفضل العنصر البشري المدرب الذي يدعم العمليات الأمنية الفعالة.

تظهر مشاركة بوقادوم المكثفة في وسائل الإعلام الأميركية رغبة الجزائر في إرسال رسائل سياسية واضحة إلى إدارة ترامب، مؤكدًا استعدادها للتعاون في شتى المجالات لتجاوز مرحلة الفتور السابقة في العلاقات.

وقد صرح بوقادوم سابقًا لمجلة “توداي بيزنس فوكيس”، مشددًا على أولويات الجزائر في 2025، والتي تركز على تعزيز التعاون مع وزارة الدفاع الأميركية وزيادة الاستثمارات الأميركية في البلاد، مع نية تحقيق استفادة متبادلة تعزز من العلاقات الوثيقة وتساهم في الأمن العالمي.

وأكد أن المذكرة العسكرية الموقعة بين الجزائر والولايات المتحدة تفتح آفاق جديدة للتعاون المثمر، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة كانت شريك الجزائر الرئيسي قبل أكثر من 20 عامًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى