مقالات رأينسرين شاتيلا

“الخطوة التركية في المغرب: شراكة دفاعية جديدة تحت مجهر ‘كيزيل إلما'”

نسرين شاتيلا

في أجواء من الإثارة والترقب، عُقد المعرض الدولي للطيران بمراكش حيث تألقت شركة “بايكار” التركية بعرض طائرتها المسيرة الشبحية “كيزيل إلما” من الجيل الخامس. لم يكن العرض مجرد استعراض تقني عادي، بل كان بمثابة إعلان عن طموح الرباط في دخول غمار الثورة التكنولوجية العسكرية، وفتح فصل جديد في العلاقات الاستراتيجية مع تركيا.

رحلة نحو المستقبل الدفاعي
يعد هذا الحدث خطوة فارقة في تحديث منظومة الدفاع المغربية. فقد أظهرت المملكة عزمها على دمج الابتكارات العسكرية الحديثة في ترسانتها. “كيزيل إلما” ليست مجرد طائرة مسيرة بل تجسد التقدم والجرأة، إذ تجمع بين تكنولوجيا التخفي المتطورة والقدرات الهجومية والاستطلاعية المتعددة، مما يجعلها رائدة في سوق الطائرات بدون طيار.


لحظة حاسمة في العلاقات العسكرية
لم يكن الحدث مجرد عرض تقني، بل حمل أجواء من الحماس عندما اجتمع وفد مغربي رفيع المستوى برئاسة الجنرال فؤاد مومن مع السيد خلوق بيرقدار، الرئيس التنفيذي لشركة “بايكار”. تم تبادل الهدايا التذكارية التي شملت مجسمًا للطائرة الشبحية “كيزيل إلما”، علامة واضحة على بدء تعاون عسكري وتكنولوجي جديد بين البلدين. إن هذا اللقاء يحمل وعودًا بنقل الخبرات والتقنيات الحديثة، ويضيء الطريق نحو تعزيز قدرات المغرب الدفاعية.

شائعات تصنع المستقبل؟
تتداول الأوساط الإعلامية أنباءً تشير إلى احتمال توجه المغرب نحو اقتناء طائرات مقاتلة من الجيل الخامس مثل “إف-35”. هذه التكهنات، على الرغم من عدم تأكيدها رسميًا، تضيف غموضًا للمشهد الدفاعي وترسم ملامح مستقبل قد يشهد تحولات كبيرة في ميزان القوة الإقليمي. يبقى السؤال قائمًا: هل سنشهد ربطاً بين تقنيات الطائرات المسيرة وأنظمة القتال الجوية المتقدمة في رؤية استراتيجية موحدة؟

ختام مشوق لمستقبل دفاعي واعد
بينما يكتسب المشهد الدفاعي المغربي طابع الحداثة والتكنولوجيا المتطورة، يبقى العرض المذهل لـ “كيزيل إلما” نقطة فارقة في السعي نحو التميز العسكري. إن المغرب، بخطواته الواثقة وطموحه الدائم لتحديث ترسانته، يرسم معالم مستقبل دفاعي مشرق ينبض بالجرأة والإبداع.

ومع تداول أنباء اقتناء أنظمة “إف-35″، يزيد الحماس في انتظار كل جديد يُعلن عن شراكات استراتيجية قد تعيد رسم موازين القوة في المنطقة.

هذا المشهد، المليء بالأمل والتحديات، يدعونا للتساؤل: هل نحن على مشارف تحول حقيقي سيوصل المغرب إلى مصاف الدول الرائدة تكنولوجيًا وعسكريًا في العالم؟ المستقبل وحده كفيل بإجابتنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى