
أعرب رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي المنتهية ولايته، هرتسي هاليفي، عن قلق شديد بشأن ما وصفه بـ “التهديد الأمني” الذي تمثله مصر. في حين أوضح أنه لا يمثل خطرًا مباشرًا على تل أبيب في الوقت الحالي، حذر من إمكانية “تغير الوضع بشكل مفاجئ”.
جاءت تصريحات هاليفي عبر قناة 14 الإسرائيلية، حيث يستعد لتسليم مهامه إلى خلفه إيال زامير في مطلع مارس المقبل. خلال حديثه إلى خريجي دورة ضباط في مدينة حولون، أكد هاليفي: “تشعر إسرائيل بقلق متزايد حيال التهديد الأمني المحتمل من مصر.”
وأضاف: “بينما نرى أن هذا الخطر ليس قائمًا حالياً، فإن طبيعة الأمور قد تتغير بشكل مفاجئ. وهذا هو ما يثير قلقنا الكبير.”
وأردف هاليفي: “رغم أهمية هذا الملف، إلا أنه ليس أولوية قصوى لنا في هذه اللحظة، وهذا ما يجب التنبيه عليه.”
وفيما يتصدى لمصدر القلق الإسرائيلي، أشار هاليفي إلى أن “مصر تمتلك جيشًا ضخماً مزودًا بترسانة قتالية متطورة تتضمن طائرات وغواصات وصواريخ حديثة، إلى جانب أعداد كبيرة من الدبابات والقوات البرية.”
يجدر بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يبدي فيها مسؤول إسرائيلي مخاوف بشأن التفوق العسكري المصري المتزايد. ففي يناير الماضي، تحفظ مندوب تل أبيب الدائم في الأمم المتحدة، داني دانون، بالإشارة إلى تسليح الجيش المصري، متسائلاً عن الأسباب التي تدفع مصر لامتلاك هذه القدرات العسكرية الضخمة رغم عدم وجود تهديدات إقليمية مباشرة.
رد مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير أسامة عبد الخالق، على هذه التصريحات في فبراير الجاري، مشددًا على أن “الدول القوية مثل مصر بحاجة إلى جيوش قوية لحماية أمنها القومي من خلال امتلاك تسليح كاف ومتنوع.” كما أضاف: “مصر تاريخيًا كانت رائدة السلام في الشرق الأوسط، وهي ملتزمة بالسلام كخيار استراتيجي، لكن ذلك لا يتعارض مع حقها في الدفاع عن أمنها القومي بجيش قوي.”
كما أكد مندوب مصر أن “العقيدة العسكرية المصرية تعتمد أساسًا على الدفاع، ومع ذلك قادرة على تحقيق الردع المطلوب لحماية الأمن القومي.”
تجدر الإشارة إلى أن مصر وإسرائيل قد وقعتا معاهدة سلام في واشنطن في 26 مارس 1979، بعد اتفاقية “كامب ديفيد” عام 1978، والتي نصت على إنهاء حالة الحرب وتطبيع العلاقات، بالإضافة إلى انسحاب إسرائيل الكامل من شبه جزيرة سيناء مع بقاء المنطقة منزوعة السلاح.





