الأخبار العسكريةالأخبار العسكرية الدولية

“خوف اليونان من صفقة صواريخ: هل تُخفق أحلام الأمن الإقليمي؟”

استدعى وزير الدفاع اليوناني، نيكوس ديندياس، السفيرة الفرنسية لدى اليونان، لورانس أور، لتقديم احتجاج رسمي بشأن التقارير التي تفيد ببيع صواريخ جو-جو بعيدة المدى من طراز “ميتيور” إلى تركيا.

أعربت اليونان عن قلقها البالغ من التقارير التي تشير إلى أن فرنسا سمحت لتركيا بالحصول على هذه الصواريخ المتطورة، والتي يُفترض أن تستخدمها أنقرة على مقاتلات “يوروفايتر تايفون” التي تسعى لامتلاكها.

أكد ديندياس أنه أعلم السفيرة الفرنسية برفض اليونان القاطع لهذه الصفقة المحتملة. ووصف الصفقة بأنها تتعارض مع العلاقات الاستراتيجية الوثيقة بين البلدين. وأضاف عبر حسابه على منصة “إكس”: “أوضحت للسفيرة الفرنسية معارضة اليونان الشديدة لهذه الصفقة المحتملة”.

تأتي هذه الأجواء التوترية رغم الشراكة الدفاعية القوية التي تربط اليونان وفرنسا، حيث تطرق ديندياس إلى بنود اتفاقية الدفاع المشترك الموقعة بين البلدين عام 2021. تؤكد هذه الاتفاقية على “ضرورة التشاور بين اليونان وفرنسا على جميع المستويات لضمان فهم مشترك بشأن أي قرارات تؤثر على المصالح الدفاعية المشتركة، وتنسيق الإجراءات عند الحاجة”.

بموجب هذه الاتفاقية، تعهدت اليونان وفرنسا بتقديم الدعم العسكري لبعضهما في حال تعرض أي منهما لهجوم من طرف ثالث. وهذا قد مكن اليونان من الحصول على أسلحة فرنسية متطورة، بما في ذلك 24 مقاتلة من طراز “رافال” وسفن حربية فرنسية الصنع.

تتضمن صفقة مقاتلات “رافال” أيضًا صواريخ “ميتيور” بعيدة المدى، مما يثير قلق اليونان من احتمال أن يؤدي حصول تركيا على هذه الصواريخ إلى تقويض تفوقها الجوي الذي تعزز بصفقة “رافال”.

ازدادت حدة التوتر بين الدول الثلاث، اليونان وفرنسا وبريطانيا، بسبب صفقة بيع 40 مقاتلة حديثة من طراز “يوروفايتر تايفون” مزودة بصواريخ “ميتيور” إلى تركيا. تشير التقارير إلى أن أنقرة اشترطت للحصول على مقاتلات “يوروفايتر” الحصول على صواريخ “ميتيور”، وهو ما يبدو أنه تم تلبيته.

من المتوقع أن تحصل تركيا على أحدث نسخة من مقاتلات “يوروفايتر تايفون”، واحدة من أكثر المقاتلات تطورًا في أوروبا، التي يتوقع أن تبقى في الخدمة حتى عام 2060.

يُعتبر صاروخ “ميتيور” أحد أكثر صواريخ جو-جو تطورًا على مستوى العالم. هو يمتاز بقدرته على الوصول إلى سرعة 4 ماخ وضرب أهداف على مسافة تصل إلى 200 كيلومتر. وتم تطويره بواسطة شركة MBDA الأوروبية للدفاع، مع القدرة على دمجه بسهولة في مختلف أنواع المقاتلات.

الأداء الاستثنائي لصاروخ “ميتيور” يُعزى إلى نظام الدفع الثوري الذي يعتمد عليه. فبدلاً من الدفع الصاروخي التقليدي، يعتمد “ميتيور” على محرك نفاث يعمل بالوقود الصلب. تتيح هذه التقنية المتطورة للصاروخ الحفاظ على سرعته الفائقة، متجاوزًا 4 ماخ خلال الرحلة، مما يمنحه ميزة تنافسية حاسمة على الصواريخ التقليدية التي تفقد سرعتها عند الاقتراب من الهدف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى