
تظل مهمّة القتال في البيئات الحضرية ضمن الصدارة بالنسبة للقوات البرية، مما يتطلب تحديث وتعزيز القدرات، خاصة الدبابات، التي تشكل أساسًا لمواجهة التحديات الأساسية المرتبطة بحروب المدن.
تُعتبر دبابات القتال الرئيسية (Main Battle Tanks – MBT)، كما أشارت العمليات في غزة، عنصرًا حيويًا لدعم المشاة خلال اقتحام المدن، التي تُعتبر واحدة من أصعب أنواع النزاعات وأكثرها تعقيدًا.
أظهرت التجارب في تلك الحرب عدم وجود بديل يمكن أن يقدم مزيجاً من القوة النارية، المرونة الحركية، ودقة التصويب مثل دبابات القتال. ومع ذلك، كشفت تجارب الحرب في أوكرانيا عن نقاط ضعفها، إذ أصبحت عرضة للإصابات الشديدة.
على مدى القرن الماضي، كانت الدبابات هي المسيطرة على ميادين القتال المفتوحة. لكن المعارك في المدن، بعقيدتها المعقدة والمليئة بالعوائق، تجعل من الدبابات أهدافًا سهلة وتؤثر على قدرتها القتالية.
لذلك، يجب تجهيز الدبابات بأنظمة متقدمة تربطها بالمسيرات، جنود الميدان، والطائرات العمودية، مثل كاميرات ومجسات متعددة الاتجاهات، التي تمنح الطاقم رؤية شاملة من داخل الدبابة، دون الحاجة للخروج، كما في نظام Helmet-Mounted Iron Vision الذي طورته شركة Elbit Systems الإسرائيلية، والذي يُعزّز الوعي بالمخاطر المحيطة بالدبابة.
بالإضافة إلى ذلك، من الضروري تحسين أنظمة التدريع والحماية النشطة والسلبية لمواجهة التهديدات الحديثة مثل المسيرات الانتحارية، بدلاً من الاعتماد على حلول مؤقتة كتركيب الأقفاص أو الطبقات الخارجية التي قد تُعيق حركة الدبابة، كما لوحظ في صراعات غزة وأوكرانيا.
أيضًا، تتجه دبابات القتال الحديثة، مثل دبابة Abrams X، نحو تعزيز قدراتها في التحكم بالأجهزة الجوية والمركبات الروبوتية، مما يعزز كفاءتها في البيئات الحضرية الضيقة.
وفي النهاية، يُعتبر تطبيق الذكاء الاصطناعي في الدبابات خطوة محورية تسهم في تسريع اتخاذ القرارات التكتيكية، مما يضمن لها التفوق والاستمرارية في ميدان المعركة.
تقرير علي الهاشم





