
تشهد الساحة العالمية صراعاً متجدداً بين القوى العظمى في سباق تسلح مثير، حيث تسعى الدول لتطوير أسلحة فتاكة تستخدم لتغيير ميزان القوى المتوازن.
وفي ضوء هذا السياق، نبرز خمسة صواريخ عابرة للقارات تتمتع بقدرات غير مسبوقة، مما يجعلها تمثل تهديداً وجودياً. تتميز هذه الصواريخ بقدرتها على الوصول إلى أي نقطة في العالم في وقت قياسي، مما يجعل من الصعب مواجهة تهديداتها:
- صاروخ DF-17 الصيني: تجمع هذه المنظومة بين قوة التدمير والقدرة الاستراتيجية، حيث تعمل على حماية المصالح الصينية في المحيطين الهندي والهادئ، وتغدو رادعًا قويًا لأي تدخل محتمل. يتميز صاروخ DF-17 بسرعته الفائقة التي تتجاوز 5 ماخ ونطاقه الذي يصل إلى حوالي 1500 كيلومتر، بالإضافة إلى قدرته على المناورة خلال الطيران.
- صاروخ RS-28 سارمات الروسي: يمثل هذا الصاروخ تحدياً حقيقياً للأنظمة الدفاعية المتطورة الأمريكية والأوروبية. حيث يتمتع بخصائص تجعله يختراق أي نظام درع صاروخي، كما يحمل في طياته رسالة واضحة عن قوة روسيا في الساحة الدولية. يمتلك سارمات القدرة على حمل ما يصل إلى 15 رأساً نووياً ويقطع مسافة تفوق 11,000 كيلومتر، وينطلق بسرعات فرط صوتية مع وسائل تمويه وتغيير المسار.

- صاروخ أفانغارد الروسي: يُعتبر من أحدث الصواريخ الروسية، حيث يتميز بقدرته على المناورة الديناميكية، مما يجعله هدفاً صعباً. يُمثل أفانغارد ثورة في التكنولوجيا العسكرية، ويوفر آفاقًا جديدة في سباق التسلح، إذ يصل سرعته إلى أكثر من 20 ماخ. يتم إطلاقه من منظومة باليستية ويتميز بقدرته على تغيير المسار أثناء الطيران.

- صاروخ هواسونغ-17: يُعتبر هذا الصاروخ الكوري الشمالي عابراً للقارات بقدرة هائلة تصل إلى حوالي 15,000 كيلومتر. يُصنف من بين أبرز التهديدات، إذ يمكنه حمل عدة رؤوس نووية، ويستخدم مسارًا معقدًا يصعب توقعه أو اعتراضه.
AGM-183A ARRW: هو صاروخ أميركي فرط صوتي يجري تطويره حاليًا كجزء من البرامج الأميركية لتعزيز القدرات ضد التهديدات المعاصرة. يتم إطلاق هذا الصاروخ من الجو، ومن المتوقع أن تصل سرعته إلى أكثر من 20 ماخ.
التأثيرات الاستراتيجية:
- إعادة تشكيل معايير الحرب: هذه الصواريخ تغير ميزان القوى العسكرية، حيث تُقلل من فعالية القواعد التقليدية والمواقع العسكرية التي كانت تعتمد عليها الدول الكبرى. اليوم، تتصاعد قدرات الردع النووي بشكل غير مسبوق، مما يزيد من أهمية هذه الأسلحة كوسائل ردع حاسمة في النزاعات العالمية.
- سباق تسلح محتدم: يشعل ظهور هذه الصواريخ سباق تسلح جاد بين الدول الكبرى، حيث تتحول هذه الدول من تطوير الدفاعات التقليدية إلى الاستثمار في قدرات هجومية فرط صوتية معقدة. هذه المنافسة تزيد من خطر التصعيد وتعيق فرص الحوار والفهم الدولي.
- تهديد الأمن والاستقرار العالميين: إن تطوير صواريخ يصعب اعتراضها يُزيد من احتمالية نشوب صراعات مسلحة شاملة، وقد تؤدي أي مواجهة خاطئة إلى نشوب حرب نووية مدمرة. إن انتشار هذه الأسلحة يعكس التحديات الكبيرة التي تواجه الاستقرار العالمي ويضع العالم أمام مخاطر جديدة وغير مسبوقة.
يمثل ظهور هذه الصواريخ تساؤلات مصيرية حول مستقبل الأمن العالمي. هل سندخل عصرًا جديدًا من التنافس العسكري، أم سنستطيع التوصل إلى حلول دبلوماسية تمنع اندلاع صراعات مدمرة؟ يتطلب هذا التحدي تعاونًا دوليًا واسع النطاق للعمل على بناء نظام أمني عالمي جديد قائم على الحوار والتفاهم المتبادل.





