
في السادس من أكتوبر 2024، أقامت مصر حفلاً مهيبًا للاحتفال بتخريج دفعة جديدة من الضباط العسكريين، شهد عروضًا عسكرية رائعة حضرها كبار المسؤولين المصريين والإماراتيين، بما في ذلك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
هذا الحدث، الذي يذكرنا بالمعارض العسكرية العالمية الكبرى، قدم عرضًا قويًا لقدرات القوات المسلحة المصرية.
افتتح العرض بتقديم المدرعات والأنظمة الدفاعية، مما يؤكد اهتمام مصر بتعزيز قوتها البرية. من بين المعدات التي تم عرضها، تم استعراض وحدات المدفعية ذاتية الحركة M109A2 وM109A5، المستخدمة منذ الثمانينيات، لتقديم دعم ناري سريع ومرن.
تُعتبر المدفعية M109A2، المجهزة بعيار 155 ملم والمدى الذي يصل إلى 18 كيلومترًا، دعامة أساسية لدعم القوات البرية المصرية. حيث تمتلك مصر أكثر من 200 وحدة من M109A5، التي توفر مدى ناري يصل إلى حوالي 24 كيلومترًا، مما يجعلها فعالة في عمليات الدفاع عن الحدود والتدريبات العسكرية المشتركة، مثل مناورة النجم الساطع.
كما برزت دبابات أبرامز M1A1، مما يسلط الضوء على القوة البرية لمصر. فمصر لديها ثاني أكبر أسطول من دبابات الأبرامز عالميًا بعد الولايات المتحدة، وهي الوحيدة التي تمتلك منشأة تصنيع وصيانة لهذه الدبابات خارج أمريكا. تتمتع هذه الدبابات بأنظمة حماية متطورة ومدفع قوي عيار 120 ملم، وتعتبر من العناصر الحيوية في القدرات القتالية لمصر منذ دخولها الخدمة في التسعينيات.
ظهرت أيضًا ناقلات الجنود المدرعة M113A2، التي تم عرضها لتأكيد قدرة مصر على حماية القوات أثناء الحركة في المناطق القتالية. هذه المركبات تلعب دورًا حاسمًا في نقل الجنود والمعدات في المناطق ذات المخاطر العالية.
كما تم تسليط الضوء على قدرات الدفاع الجوي من خلال نظام صواريخ SA-2 Pechora-2M، الذي يتيح التصدي للهجمات الجوية المنخفضة، مما يوفر غطاءً جويًا فعالًا للأهداف الحساسة.
تضمن العرض الجوي ظهور طائرات الهليكوبتر AH-64 Apache وAugustaWestland AW139، التي يديرها فيلق الصاعقة المصري. تعتبر طائرات Apache، التي تم اقتناؤها لأول مرة في التسعينيات، آلات هجومية فعالة، بجانب كونها مزودة بصواريخ AGM-114 Hellfire ومدافع رشاشة 30 ملم. تلعب دورًا حيويًا في مهام الاستطلاع وحماية القوافل.
كما أظهرت القوات الخاصة المصرية قدراتها العملياتية خلال عرض مثير للوحدات القتالية الخاصة، والذي تم فيه تنسيق معقد بين القناصة وفرق الاستطلاع ووحدات الهجوم، مدعومًا بطائرات AW139 في عمليات الإجلاء السريع.
ولم يفت العرض تقديم مجموعة متنوعة من المعدات العسكرية، حيث لفتت الأنظار المركبات المقاومة للألغام (MRAP) مثل RG-33L وM1220 وCaiman. هذه المركبات تلعب دورًا أساسيًا في عمليات حفظ السلام وضمان سلامة القوات في المناطق ذات المخاطر العالية.
اختتم العرض بتقديم الغواصة غير المأهولة Dolphin SDV-X Swimmer، المصممة للعمليات تحت الماء، لتكون أداة حيوية للكشف عن التهديدات في المياه الضحلة.
لم يكن حفل التخرج مجرد احتفال بالضباط الجدد، بل كان بمثابة استعراض متكامل للقوة العسكرية المصرية ومعداتها المتقدمة.
من خلال تعزيز قدراتها على الأصعدة البرية والجوية والبحرية، تؤكد مصر التزامها بتأمين قوة مسلحة متأهبة لمواجهة التهديدات الإقليمية، مع الاستمرار في تطوير تقنياتها في مجالات مختلفة مثل المدرعات والمروحيات الهجومية وأنظمة الدفاع المتطورة.





