العقيد الركن م. ظافر مرادمقالات رأي

استراتيجيات إسرائيلية مفاجئة: خطوات نحو مواجهة حاسمة مع إيران

العقيد الركن م ظافر مراد

تستعد القوات الجوية الإسرائيلية لضربة عسكرية قاسية تستهدف إيران، في رد فعل على الهجوم الصاروخي الإيراني. وفضلًا عن ذلك، اجتمع الجنرال مايكل كوريلا، قائد القيادة المركزية الأميركية، مع مسؤولين عسكريين إسرائيليين لمناقشة تفاصيل هذه العملية. تعمل وزارة الدفاع الإسرائيلية بجد على مستوى اللوجستيات وتعديل الخطط السابقة ليتماشى ذلك مع الظروف الراهنة.


أشارت تقارير أميركية إلى أن إسرائيل تمتلك القدرات اللازمة لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية، غير أن القوة الوحيدة القادرة على تدمير تلك المنشآت بالكامل هي الولايات المتحدة الأميركية، التي تملك الأسلحة والذخائر اللازمة لذلك. هذا التصريح يُخفي تهديدًا محتملًا لإيران، حيث يُظهر أن الخيار العسكري ضد المنشآت النووية ليس بعيدًا عن الطاولة.


لتحقيق الهجوم الاستراتيجي ضد إيران، تحتاج إسرائيل إلى قدرات جوية وصاروخية متطورة. من المتوقع أن تكون هذه الضربة بمثابة “حملة جوية” تطلقها الطائرات المقاتلة F-35، القادرة على حمل القنبلة MK 84 الثقيلة بوزن 2000 رطل، المستخدمة في تدمير التحصينات العميقة. تتميز هذه القنبلة بقدرتها على اختراق أكثر من 60 متر تحت الأرض.

تملك إسرائيل حاليًا 39 طائرة F-35، وهناك تقارير غير رسمية تفيد باستقدام المزيد قريبًا. الطائرات المنفذة للهجوم ستحتاج أيضًا إلى طائرات التزود بالوقود، ومن بين الأسطول الإسرائيلي 14 طائرة من هذا النوع، منها 4 من طراز KC-46. تم شراء هذه الطائرات من الولايات المتحدة في عام 2022، وتم استقدام 4 إضافية من قواعد أوروبية للمشاركة في الحملة العسكرية.


من المتوقع أن يتزامن الهجوم الجوي الإسرائيلي مع ضربات صاروخية مركزة، تستهدف العمق الإيراني قبل وصول الطائرات إلى الأجواء. ستدعم الولايات المتحدة والدول الغربية هذا الهجوم بطريقة غير مباشرة عبر توفير المعلومات وتنظيم إجراءات الحرب الإلكترونية، بالإضافة إلى تثبيت جبهة اليمن بواسطة قصف مستمر.

تتجلى الاستعدادات للرد على المواقع الحوثية التي قد تتدخل في مرحلة تنفيذ هذه الضربة أو ما بعدها. يأخذ التحضير لهذه العملية وقتًا قد يتجاوز الأيام القليلة، نظرًا لأن نتائج الضربة ستكون لها آثار خطيرة تتطلب استعدادًا متكاملًا، ليس فقط على المستوى الإسرائيلي، بل يمتد أيضًا إلى المستوى الإقليمي والقيادة المركزية الأميركية.

أما الأهداف التي ستتعرض للقصف في إيران، فهي ليست كما يشاع من استهداف المنشآت النفطية، بل من المتوقع استهداف مجمع الصناعات العسكرية للصواريخ بالقرب من أصفهان، بالإضافة إلى القاعدة الجوية في المنطقة. يُعتقد أنه سيتم التركيز أيضًا على القدرات البحرية الإيرانية عن طريق استهداف ميناء بندر عباس وبعض القطع البحرية المحيطة. هناك احتمال كبير باستهداف المنشآت النووية، وخاصة مجمع أصفهان، أو مفاعل أبو شهر القريب من الخليج، الذي يُعتبر الأسهل في الوصول إليه.

تشهد قواعد الصراع في الشرق الأوسط تحولات دراماتيكية، حيث أعلن نتانياهو عن تغيير جذري في المسار العسكري في هذه المنطقة. في الذكرى السنوية الأولى لعملية طوفان الأقصى، جرى اقتراح تغيير اسم العملية العسكرية التي تخوضها إسرائيل من “السيوف الحديدية” إلى “حرب القيامة”. يشير هذا التغيير إلى مستوى غير مسبوق من المواجهة والأبعاد الإيديولوجية المرتبطة بالمعتقدات اليهودية في هذه الحرب، مما يعني أيضًا قبول درجات عالية من المخاطر والخسائر البشرية المتوقعة. فهل يعني هذا أن نتانياهو يعتبرها الحرب الحاسمة التي لن تتوقف عند حدود معينة؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى