
أجرت مجلة رماية مقابلة حصرية مع كيرك شولتز، المدير الإقليمي لتطوير الأعمال الدولية في شركة بوينج، حيث قدّم رؤيته حول الشراكة الطويلة الأمد بين بوينج ومصر، والتي تمتد لأكثر من 60 عامًا.
تحدث شولتز عن الإنجازات الرئيسية في دعم بوينج للقوات الجوية المصرية، بما في ذلك تحديث أسطول طائرات “أباتشي” و”شينوك”، وإدخال تقنيات الطيران المتقدمة مثل نظام التدريب T-7A. كما توسّع في دور بوينج في مصر ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مبرزًا كيف تسهم جهود الشركة في تعزيز التنمية الاقتصادية وخلق فرص العمل، والتقدم التكنولوجي.
خلال حديثه، ألقى شولتز الضوء على رؤية بوينج الاستراتيجية للمنطقة، وأهمية معرض مصر الدولي للطيران في استعراض القدرات المتطورة، مشيرًا إلى أن علاقة بوينج بمصر تجسد شراكة مبنية على الثقة والابتكار والنمو المتبادل.
وفيما يلي نص الحوار:
كيف تطورت علاقة بوينج بمصر على مر العقود؟ وما العوامل التي ساهمت في استمرار هذه الشراكة الطويلة؟
كيرك شولتز: لطالما كانت بوينج ومصر شريكين لأكثر من 60 عامًا. بدأ الأمر بشراء مصر لطائرات “فانتوم” لسلاحها الجوي. منذ ذلك الحين، واصلنا بناء هذه الأسس.
اليوم، تشغل مصر طائرات AH-64D، وهي في طور التحول إلى النسخة الأحدث AH-64E، والتي تُعتبر الأكثر تقدماً. بالإضافة إلى ذلك، تستخدم مصر طائرات CH-47D، وهي بصدد شراء طائرات CH-47F Chinook الجديدة، ونتوقع أن تواصل مصر التوسع بشراء المزيد من طائرات “شينوك بلوك 2”.
ما هي أبرز الإنجازات في شراكة بوينج مع القوات الجوية المصرية؟
كيرك شولتز: على مدار 60 عامًا، عملنا بشكل وثيق مع القوات الجوية المصرية لتلبية احتياجاتها الدفاعية. ومن أبرز الإنجازات عقودنا المستمرة لتسليم أحدث طائرات “أباتشي” و”شينوك”. نفخر بتزويد مصر بأحدث القدرات الدفاعية، مما يضمن لها الأدوات اللازمة لدعم الأمن الإقليمي والداخلي.
كيف يجعل تنوّع استخدامات مروحيات “شينوك” منها أداة لا تقدر بثمن في مختلف المهام؟
كيرك شولتز: تُعد “شينوك” من أفضل الطائرات الثقيلة في العالم، وتشتهر بتعدد استخداماتها. لدينا خط إنتاج نشط للغاية لهذه الطائرة. يتميز الإصدار الأخير “بلوك 2” بمقصورة رقمية بالكامل ونظام وقود متقدم، مما يضمن استمرارية تشغيلها لفترات طويلة في المستقبل.
ما فوائد شراء مصر لـ 12 طائرة “شينوك” جديدة؟ وكيف ستعزز هذه الصفقة من قدراتها العسكرية؟
كيرك شولتز: توفر طائرة “شينوك” لمصر القدرة على تلبية احتياجاتها الدفاعية، وعمليات الإغاثة في حالات الكوارث، وحمل الأوزان الثقيلة. إن تنوع استخداماتها يتيح لها نقل الإمدادات والقدرات داخل مصر وخارجها. تُعتبر “شينوك” مروحيّة معترف بها عالميًا، ليس فقط بفضل قدراتها ولكن أيضًا بسبب قوة علامتها التجارية.
كيف يساهم تصميم وتقنيات طائرة T-7A في إدخال أحدث التطورات إلى مجال تدريب الطيران؟
كيرك شولتز: طائرة T-7A هي طائرة متطورة ذات مقصورة رقمية بالكامل، وهي الأولى من نوعها. هي جزء من برنامج رسمي لسلاح الجو الأمريكي، وستحل قريبًا محل طائرة T-38 كطائرة تدريب أساسية. يتيح التصميم الرقمي للطائرة مرونة أكبر في تدريب الطيارين، مما يؤهلهم لاستخدام طائرات متقدمة. كما يمكن تعديل T-7 لأدوار متعددة، مما يزيد من قيمتها.
ما هو دور نظام التدريب المتقدم للطيارين (APTS) في تجربة التدريب على طائرة T-7؟
كيرك شولتز: يلعب نظام APTS دورًا حيويًا من خلال تزويد الطيارين بالتحضير الأمثل للطائرات المتطورة. يقدم هذا النظام الرقمي حلاً مستدامًا وفعّالاً من حيث التكلفة لتدريب الطيارين الأساسيين.
كيف تعزز طائرة الأباتشي قدرات مصر العسكرية؟
كيرك شولتز: تُعتبر الأباتشي الهليكوبتر الهجومية الرائدة عالميًا. تسعى مصر لترقية أسطولها إلى طراز AH-64E، مما يؤكد التزامها باقتناء أحدث المروحيات الهجومية المتقدمة، في توافق مع معايير الجيش الأمريكي. هذه الترقية تجعل مصر متوافقة مع سلسلة التوريد الأمريكية ومعايير العمليات العسكرية.
ما هي التحديات والفرص الرئيسية التي تواجه “بوينج” في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؟
كيرك شولتز: بالرغم من وجود تحديات مثل مشاكل سلسلة التوريد والتضخم، تبقى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مليئة بالفرص. تقدم مصر والدول المجاورة إمكانيات هائلة لشركة “بوينج”. نحن نركز على بناء شراكات طويلة الأمد بدلاً من مجرد بيع المنتجات.
كيف ترى القيمة التي يوفرها معرض مصر للطيران لاستعراض منتجات “بوينج”؟
كيرك شولتز: يُعتبر معرض مصر للطيران فرصة رائعة لشركة “بوينج” للتواصل مع عملائنا الرئيسيين. لقد حقق المعرض نجاحًا ملحوظًا في دورته الأولى. الحضور القوي للقوات المسلحة المصرية بالإضافة إلى التمثيل الدولي يعزز من فرص التواصل مع العملاء المحليين والدوليين.
ما هو التأثير الاقتصادي لتعاون “بوينج” مع مصر، خصوصًا في ما يتعلق بخلق فرص عمل وتطوير الصناعة المحلية؟
كيرك شولتز: تعاون “بوينج” مع مصر يمثل شراكة حقيقية، ليست مجرد علاقة عميل بمزود. نحن نستهدف تطوير الاقتصاد وجلب المنتجات معًا، من خلال استثمارنا في اليد العاملة المحلية وتعزيز الفرص الوظيفية. لقد خصصنا موارد كبيرة في التعليم والتكنولوجيا لدعم التنمية الاقتصادية في مصر.




