“العراق يعيد تشكيل سماءه: لماذا اختار الجيش منظومة M-SAM الكورية الجنوبية لتعزيز الدفاعات الجوية؟”

أعلنت قيادة الجيش العراقي عن تفاصيل مهمة لشراء نظام دفاع جوي حديث من كوريا الجنوبية، مشددة على دور هذه الصفقة في تعزيز سيادة البلد وحماية أجوائه من التهديدات.

ذكرت وسائل إعلام كورية جنوبية أن العراق أصبح أحدث دولة في الشرق الأوسط تشتري نظام صواريخ M-SAM المتوسطة المدى، التي تُقدّر قيمتها بحوالي 2.6 مليار دولار، والتي ستدفع على دفعات. هذه الخطوة تأتي كجزء من خطة شاملة تتضمن تسليم ثماني بطاريات دفاع جوية للعراق.

وأكد الفريق مهند غالب الأسدي، قائد الدفاع الجوي العراقي، أن هذه المنظومة ستعزز significantly قدرات الدفاع الجوي العراقي، مشيرًا إلى أن البطاريات الأولى ستصل إلى العراق خلال العام المقبل. وأضاف أن الفرق الفنية والقتالية ستخضع لتدريب مكثف في كوريا الجنوبية، والذي سيستغرق من 4 إلى 8 أشهر حسب التخصص.

وأشار الأسدي إلى أن جميع العمليات المتعلقة بتشغيل المنظومة ستبقى تحت إشراف الكوادر العراقية، مما يعكس التزام العراق بتطوير قدرات محلية في الدفاع الجوي. كما أكد أن هذه الصفقة تمثل خطوة نوعية نحو تعزيز التعاون بين العراق وكوريا الجنوبية، وتعد الأولى من نوعها التي تمنح العراق القدرة على امتلاك نظام دفاعي متطور جاهز للعمل في ساحة المعركة.

أسباب اختيار نظام M-SAM

قامت العراق باختيار نظام M-SAM الكوري الجنوبي لعدة أسباب استراتيجية وتكنولوجية تلبي احتياجاتها الدفاعية وتعزز قدراتها الجوية. ومن أهم هذه الأسباب:

• تكنولوجيا متطورة: يتميز نظام M-SAM بتقنية “الضربة القاتلة” (Hit-to-Kill) التي توفر دقة عالية في اعتراض التهديدات الجوية مثل الطائرات الحربية والصواريخ الباليستية، مما يمنح العراق وسيلة دفاع فعّالة لمواجهة التهديدات المتنوعة.
• تكلفة معقولة: يُعد نظام M-SAM خيارًا اقتصاديًا مقارنة بأنظمة الدفاع الجوية الأخرى مثل نظام باتريوت الأمريكي، حيث تبلغ تكلفة الصاروخ الواحد حوالي 1.1 مليون دولار، مما يجعل المنظومة فعّالة من حيث الأداء والكلفة.
• دعم وتدريب فني: يشمل الاتفاق مع كوريا الجنوبية تدريبًا شاملاً للكوادر الفنية العراقية على تشغيل النظام وصيانته، مما يضمن قدرة العراق على الإدارة المستقلة والفعّالة.
• ملاءمة لاحتياجات العراق الأمنية: في ظل التهديدات المتنوعة التي يواجهها العراق، يعتبر نظام M-SAM حلاً متكاملاً وفعّالًا لحماية الأجواء العراقية من تلك التهديدات.
• تنويع مصادر التسليح: يمثل اختيار العراق لنظام دفاعي من كوريا الجنوبية خطوة مهمة نحو تنويع مصادر التسليح وتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة، مما يعزز استقلالية العراق في اتخاذ قراراته الدفاعية.

تؤكد هذه الخطوة تصميم العراق على بناء قدرات دفاعية قوية لمواجهة التهديدات المستقبلية وتعزيز سيطرته على الأجواء.