راني زيادةمقالات رأي

هل ناتو على حافة الزوال؟ استراتيجيات للبقاء أو الفناء!

تواجه منظمة حلف شمال الأطلسي تحديات عميقة تهدد استقرارها بشكل تدريجي.

على الرغم من التصريحات الرسمية المتناقضة، تُظهر محاولات دول كبرى مثل بريطانيا وألمانيا لبناء تحالفات ثنائية تراجع الثقة في قدرة الحلف على ضمان الأمن الجماعي.

أقوى جيوش حلف الناتو

تُعد ألمانيا واحدة من أقوى ستة جيوش في حلف الناتو، حسب تصنيف موقع ‘غلوبال فاير باور’ الذي يستند إلى عدة عوامل، مثل حجم القوات المسلحة والميزانية العسكرية والتكنولوجيا المتقدمة.

رغم تصنيفها في المرتبة السادسة، فإنها تتمتع بصناعة دفاعية متطورة وقوة اقتصادية قوية تدعم جهودها العسكرية.

وفي المقابل، تواجه بريطانيا تحديات مالية تؤثر على قدرتها على الحفاظ على قوة عسكرية كبيرة، مما يدفعها إلى تعزيز قدراتها العسكرية وزيادة الإنفاق الدفاعي. في ظل التوترات المتزايدة مع روسيا، تسعى العديد من دول الناتو، بما في ذلك ألمانيا وبريطانيا، لتحديث ترساناتها.

كما أن تركيا تفتخر بقوة جوية من بين الأقوى في المنطقة، وذلك بفضل استثماراتها الضخمة في الطائرات المقاتلة الحديثة.

تشير الأزمة الحالية في الانفاق الدفاعي إلى أحد أكبر التحديات التي تواجه الحلف. فبينما تنص معاهدة واشنطن على تخصيص الدول الأعضاء 2% من ناتجها المحلي الإجمالي للدفاع، تفشل العديد منها في الوفاء بهذا الالتزام، مما يؤدي إلى تفاوت في القدرات العسكرية.

إن الاتجاه نحو التحالفات الثنائية من قبل دول كبرى مثل بريطانيا وألمانيا يعكس تآكل الثقة في قدرة الحلف على توفير الأمن. في ظل التهديدات المتزايدة، تتجه هذه الدول نحو تعزيز تعاونها الثنائي أو متعدد الأطراف، خارج نطاق الحلف.

يمر حلف الناتو حالياً بمرحلة تحول حاسمة. إما أن يستطيع التغلب على هذه الأزمة من خلال إصلاح جذري لآليات عمله وتوزيع الأعباء، أو سيشهد مزيدًا من الانقسامات مما سيؤثر سلباً على دوره كقوة عسكرية عالمية.

تقرير: راني زيادة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى