الرياض، المملكة العربية السعودية: يبرز معرض إنترسك السعودية، المخصص لمجالات الأمن والسلامة والحماية من الحرائق، أهمية تطوير استراتيجيات فعّالة لحماية المشاريع والمناطق السكنية. ذلك خلال جلسة مناقشة تحت عنوان “من وقوع الأزمة إلى استعادة الأوضاع الطبيعية: استراتيجيات لإدارة فعالة بعد الحوادث”.
تشمل هذه الجلسة، التي تُعقد ضمن “قمة التكنولوجيا والحماية من الحرائق” في اليوم الأول للمعرض، المحترف نيل أودين من المجلس الوطني لرؤساء الإطفاء في المملكة المتحدة، الذي يملك أكثر من 30 عاماً من الخبرة في هذا المجال الحيوي.
ذكرت دراسة أجرتها شركة “موردور إنتليجينس” أن المملكة العربية السعودية تحتضن أكثر من 5,200 مشروع بناء بقيمة تقدر بأكثر من 819 مليار دولار أمريكي. تشمل هذه المشاريع قطاعات متنوعة، من البناء السكني إلى التجاري والصناعي، مما يُعزّز الحاجة إلى استراتيجيات شاملة للحماية من الحرائق.
وفقاً لنيل أودين: “لا يمكن الاعتماد على استراتيجيات استجابة حوادث الحرائق بمفردها، بل يجب أن تكون متكاملة مع تصميم مبانٍ آمنة واستراتيجيات وقائية شاملة. فهم الأسباب الجذرية للكوارث ومشاركة المعرفة هو المفتاح لابتكار حلول فعالة”.
أكد أودين كذلك أن: “الشرق الأوسط، وخاصة المملكة العربية السعودية، تمتلك إمكانيات كبيرة لتكون رائدة عالمياً في مجال إدارة الحرائق، من خلال التركيز على دراسة تصميم المخاطر في المشاريع الجديدة”.
ستنظر الجلسة، التي يشارك فيها أيضاً جمال الغامدي، مدير سلامة العمليات المؤسسية في شركة صدارة للكيماويات، في المراحل التي تلي وقوع الحريق، مع تسليط الضوء على أفضل الممارسات وأساليب التعافي بعد الحادث، وتأثير ذلك على السكان المتضررين والمباني وفرق الاستجابة.
تناقش جلسات اليوم الأول من القمة مواضيع متعددة، بما في ذلك توعية المجتمعات بأهمية السلامة من الحرائق، ومخاطر الحرائق المتعلقة بالسيارات الكهربائية، والدروس المستفادة من الكوارث السابقة لتعزيز الاستعداد للطوارئ.
يتضمن اليوم الثاني من القمة مجموعة متنوعة من الخبراء لمناقشة مواضيع حديثة مثل استخدام إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي في أنظمة السلامة من الحرائق، دور الروبوتات في مكافحة الحرائق، وحماية البنية التحتية لنظم السلامة من التهديدات، ومخاطر الحرائق الناتجة عن تغير المناخ.
أشارت ريهام صديق، مديرة معرض إنترسك السعودية في ميسي فرانكفورت ميدل إيست، إلى أن “المعرض يوفر منصة عالمية تجتمع فيها العقول والخبراء لمناقشة التحديات والفرص في مجال الحماية من الحرائق”. وأكدت على أن الفعاليات الغنية والمعنية بشكل كبير تجعل من هذا الحدث الأهم في هذا المجال.
في الوقت نفسه، تنعقد قمة مستقبل الأمن والسلامة على مدار يومين، مؤكدةً على ريادة الفكر في مجالات الأمن والابتكار والخبرات العالمية.
تُعتبر هاتان القمتان جزءاً من البرنامج المتنوع لمعرض إنترسك السعودية، الذي يبرز أهمية الأمن والسلامة في المنطقة.
شهد المعرض هذا العام إقبالاً هائلاً حيث تم حجز جميع مساحات العرض قبل شهرين من الافتتاح، مما يدل على الطلب المتزايد في مجالات الأمن التجاري، الأمن السيبراني، الأمن الوطني، العمل الشرطي، ومكافحة الحرائق والإنقاذ.
لبيان هذا الطلب المبتكر، تم توسيع مساحة المعرض بنسبة 34٪ مقارنةً بالعام الماضي، لتصل المساحة الإجمالية إلى 23,000 متر مربع، موزعة على خمس قاعات بالإضافة إلى مساحة خارجية مخصصة.
تنطلق الدورة السادسة من المعرض، الذي تنظمه شركة العربية الأولى لتنظيم المعارض والمؤتمرات بالتعاون مع الهيئة العليا للأمن الصناعي، من 1 إلى 3 أكتوبر 2024 في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض.
وفي سياق هذه الفعالية، صرح بلال البرماوي، الرئيس التنفيذي والمؤسس لشركة العربية الأولى للمعارض والمؤتمرات: “إنه لمن دواعي سرورنا أن نرى هذا الزخم الواسع من الخبراء والمتخصصين في هذا الحدث العالمي، حيث يشاركون رؤاهم المستقبلية مما يعزز مكانة المعرض على المستوى الإقليمي والدولي.”
