
أعلنت شركة داسو للطيران الفرنسية عن بدء تشغيل مركز إنتاج جديد في سيرجي، وهو موقع يبعد قليلاً عن شمال غرب باريس. هذه الخطوة تُعتبر حدثاً تاريخياً، حيث يعد هذا أول افتتاح لمصنع جديد منذ السبعينيات عندما أطلق تكتل الصناعات الجوية الفرنسية موقعاً إنتاجياً.
ترأس الاحتفال إيريك ترابير، الرئيس التنفيذي لشركة داسو، بمعية فاليري بيكريس، رئيسة المجلس الإقليمي لإيل-دو-فرانس، بالإضافة إلى مجموعة من المسؤولين العسكريين والمحليين وممثلي الصناعة في المنطقة.
خلال كلمته، أشار ترابير إلى أهمية المصنع الجديد من منظور السيادة الوطنية، قائلاً: “لم نشهد منذ السبعينيات إطلاق داسو لموقع إنتاج جديد. هذا المصنع يمثل لنا كصناعيين فرنسيين فخرنا بتاريخ بلادنا وقوتها ولا يمكن التقليل من أهميته.”
من المقرر أن يبدأ المصنع عمله في صيف 2024، ليبدأ تدريجياً في استبدال مصنع أرجنتوي الذي لم يعد مُستغلاً. ستشمل مهام المصنع الجديد تجميع مكونات طائرات فالكون ورافال، بالإضافة إلى تركيب الأنظمة والمعدات اللازمة على هياكل طائرات رافال، وإنتاج الأنابيب المعدنية. بينما تم نقل إنتاج الأجزاء الصغيرة الحيوية إلى منشأة داسو في سكلين.

بدأ العمل على هذا المشروع في عام 2019، وتم وضع حجر الأساس في 2021، بينما اكتمل البناء في يوليو 2024. ومن يوليو 2024 إلى يناير 2025، ستتم عملية نقل الفرق والمعدات من أرجنتوي. المصنع الجديد سيستوعب أكثر من 600 مهندس وفني وعامل ماهر، معظمهم قادمون من المصنع السابق.
يمتد المصنع في سيرجي على مساحة تصل إلى 110,760 مترًا مربعًا، من بينها 39,700 متر مربع مخصصة لعمليات الإنتاج، ويهدف إلى تقوية استراتيجية داسو العامة التي تهدف إلى رفع مستوى الإنتاج لتلبية الطلب المتزايد على مقاتلات رافال وطائرات الأعمال فالكون. وقد نمت أعداد موظفي الشركة من 12,000 إلى 14,500، مع خطة لزيادة إنتاج رافال إلى ثلاث طائرات شهريًا اعتبارًا من عام 2026.

يُعتبر المصنع في سيرجي جزءاً لا يتجزأ من سلسلة الإنتاج الشاملة، حيث يتم إنتاج بعض المكونات في مصنع سكلين شمالي فرنسا، قبل أن تُجرى عمليات تجميعها النهائية والتجارب الطيرانية في ميرينياك بالقرب من بوردو. هيكل مقاتلة رافال يتكون من نحو 30,000 قطعة يأتي من حوالي 400 مورد فرنسي، ويشمل شركات كبرى مثل تاليس وسافران بالإضافة إلى عدد من الشركات الصغيرة المتخصصة. هذه السلسلة الواسعة من التوريد تعكس القدرة الصناعية التي تعتمد عليها داسو في برامجها العسكرية والمدنية.
تَظل الصادرات عاملاً رئيسياً في نمو الشركة، حيث إن الطلبات الجديدة من دول مثل الهند قد تزيد من احتياجات الإنتاج. على عكس العديد من الطائرات المقاتلة، تم تصميم رافال بعناية لتتفادى الاعتماد على قوانين التجارة العسكرية الأمريكية، مما يوفر لفرنسا المزيد من الحرية في مفاوضاتها التصديرية، وبالتالي يدعم حجج السيادة التي أشار إليها ترابير.




