إيرانالأخبار العسكريةالأخبار العسكرية الإقليمية

“الطائرات الإيرانية بدون طيار: سلاح العصر للمظلومين”

تعتبر الطائرات المسيرة الإيرانية من أبرز الابتكارات التي حققتها طهران في ميدان التكنولوجيا العسكرية. تتميز هذه الطائرات بكفاءتها العالية وقدرتها على تنفيذ مجموعة متنوعة من المهام، بدءًا من الاستطلاع والمراقبة وصولاً إلى الهجوم المباشر. وقد أثبتت فعاليتها في العديد من النزاعات، حيث استخدمتها الجماعات المسلحة والحكومات على السواء.

هناك عدة عوامل تسهم في نجاح الطائرات المسيرة الإيرانية، ونستعرضها فيما يلي:

  • التكلفة الاقتصادية: تعتبر الطائرات المسيرة أقل تكلفة مقارنة بالأنظمة الصاروخية التقليدية، مما يجعلها متاحة لكثير من الجهات الفاعلة.
  • سهولة التشغيل: لا تتطلب الطائرات المسيرة تدريباً عسكرياً عميقاً، مما يساعد غير المتخصصين في استخدامها بفعالية.
  • الفاعلية العالية: أثبتت هذه الطائرات قدرتها على تحقيق أهدافها بدقة، حتى مع وجود أنظمة دفاع جوي متطورة في الميدان.
طائرة مسيرة من نوع “شاهد-136”

انتشار الأسلحة الإيرانية على مستوى العالم

لم يقتصر انتشار الأسلحة الإيرانية على المنطقة العربية فحسب، بل امتد إلى العديد من القارات. فقد تم توثيق استخدام الطائرات المسيرة الإيرانية في أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية.

منذ عام 2012، شهد التعاون العسكري بين إيران وفنزويلا تطوراً ملحوظاً، حيث تجاوز النقاش حول نقل التكنولوجيا لإنتاج طائرات مسيرة محلية. بالإضافة إلى تزويد فنزويلا بطائرات مهاجر-2 وأنظمة مشابهة لطائرات شاهد-171، تعمل طهران على تطوير صناعة دفاع محلية، مما يمكّن فنزويلا من إنتاج أسلحة متقدمة بشكل مستقل.

في القارة الإفريقية، لعبت الطائرات المسيرة الإيرانية دوراً حاسماً في العديد من النزاعات، وأبرزها الصراع في إقليم تيغراي الإثيوبي. استخدمت القوات الإثيوبية طائرات مهاجر-6 الإيرانية لتنفيذ ضربات دقيقة على أهداف عسكرية للجبهة الشعبية لتحرير تيغراي. ولقد ساهم ذلك في تغيير ميزان القوى على الأرض. ليست إثيوبيا وحدها من استخدمت هذه الطائرات، بل أيضاً الجيش السوداني في صراعه مع قوات الدعم السريع.

تفوقت إيران على دور تصدير طائراتها المسيرة باستراتيجية أكثر طموحاً تتمثل في نقل التكنولوجيا وتوطين الإنتاج في دول أخرى. ففي عام 2022، افتتحت طهران مصنعاً لإنتاج طائرات أبابيل-2 المسيرة في طاجيكستان، بينما قامت روسيا بإنشاء مصنع في منطقة ألابوجا الاقتصادية لإنتاج طائرات شاهد-136.

تشير التقارير إلى أن إيران تصدر أسلحتها إلى العديد من الدول إما بشكل مباشر أو من خلال وسطاء.

تتعدد الدوافع وراء شراء الدول للأسلحة الإيرانية، ومن أبرزها:

  • التكلفة الاقتصادية: كما أشرنا، تعتبر الأسلحة الإيرانية أقل تكلفة من نظرائها الغربيين.
  • تجاوز العقوبات: بعض الدول تسعى للحصول على الأسلحة الإيرانية لتفادي العقوبات المفروضة عليها.
  • تعزيز القدرات العسكرية: تسعى دول معينة لتطوير قدراتها العسكرية، وترى في الأسلحة الإيرانية وسيلة لتحقيق هذا الهدف.

الجهود الدولية لمواجهة هذا التحدي

حاولت العديد من الدول التصدي للتحدي الذي يفرضه انتشار الأسلحة الإيرانية عبر فرض عقوبات مشددة على إيران وزيادة الرقابة على تجارة الأسلحة. ورغم هذه المحاولات، لم تحرز هذه الجهود النتائج المنشودة لأسباب متعددة، بما في ذلك:

  • صعوبة فرض العقوبات: تواجه المجتمع الدولي تحديات كبيرة في فرض عقوبات فعالة على إيران نتيجة لنفوذها الإقليمي ودعم بعض القوى الدولية.
  • التحايل على العقوبات: تعتمد إيران على استراتيجيات عدة لتجاوز العقوبات، مثل تهريب الأسلحة واستخدام شركات واجهة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى