
يبدو أن مشروع المقاتلة الشبحية الروسية “سو-75 كش ملك”، الذي استحوذ على اهتمام واسع في وسائل الإعلام، يواجه إمكانية توقف مبكر قبل اختراق مرحلة التصميم. هذا يأتي في ظل العقوبات الغربية المفروضة على روسيا، التغيرات في أولويات موسكو العسكرية، وفتور الدعم الدولي للمبادرة، وفقًا لما أفادت به مجلة “19FortyFive”.
أُعلن عن هذا المشروع في عام 2021 بوصفه خيارًا اقتصاديًا من الجيل الخامس، يهدف إلى تلبية احتياجات الدول التي لا تستطيع تحمل تكلفة مقاتلات حديثة مثل “إف-35” و”إف-22”. ولكن بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات، لا يزال العمل يقتصر على نموذج تجريبي، حيث لم يتم تطوير أي طائرة أولية قادرة على الطيران، رغم الوعود بإطلاق اختبارات طيران في عام 2023.
تزايدت التعقيدات مع نشوب الصراع في أوكرانيا، مما دفع روسيا إلى توجيه مواردها نحو تصنيع المدفعية والطائرات المسيّرة والصواريخ لسد الاحتياجات العسكرية العاجلة. وهذه العقوبات أدت أيضًا إلى نقص حاد في مكونات حيوية مثل الرقائق الدقيقة المتقدمة.

علاوة على ذلك، فإن قطاع الصناعات الدفاعية الروسية يواجه ضغوطًا مالية متزايدة، مما يعوق قدرته على تمويل مشاريع طويلة الأجل. وفي مجال التصدير، أصبح يُفضل من قبل الدول التي تمتلك الإمكانيات شراء مقاتلات مجرّبة وموثوقة مثل “إف-35”.
في ظل هذه الظروف، توصل الصحفي الأميركي كاليب لارسون إلى استنتاج أن التحديات الهندسية، العقوبات الغربية، وتحول وجهة نظر روسيا نحو أولويات أكثر إلحاحًا قد أثرت بشكل كبير على فرص نجاح هذا المشروع الطموح.
في الختام، يتضح أن العائق الأكبر لمشروع “كش ملك” قد لا يكون مقاتلة أخرى، بل الظروف القاسية التي يعاني منها الاقتصاد الروسي، عزله الصناعي المتزايد، والضغط المتواصل على موارده وسمعته نتيجة النزاع المستمر.





