في خطوة تاريخية، أبرمت كل من كوريا الجنوبية وإندونيسيا، يوم الجمعة، اتفاقًا رسميًا يقضي بتقليص مساهمة جاكرتا في مشروع مقاتلات “كيه إف-21” إلى 600 مليار وون (أي ما يعادل 443 مليون دولار أمريكي)، وهو ما يمثل ثلث التمويل الذي كان متفقًا عليه مسبقًا.
جاء توقيع هذه الاتفاقية خلال معرض ومنتدى إندونيسيا الدفاعي “إندو ديفنس” في جاكرتا، مما أعاد الثقة حول إمكانية تمويل هذا المشروع الضخم الذي تصل تكلفته إلى 8.1 تريليونات وون.
مشروع مقاتلة KF-21: تطورات وحلول للتحديات
انطلق مشروع تطوير مقاتلة “كيه إف-21” منذ عام 2015 بهدف استبدال الطائرات القديمة في الأسطول الجوي للبلدين بمقاتلة وطنية أسرع من الصوت. في البداية، كانت إندونيسيا قد وافقت على تغطية حوالي 20% من التكلفة الكلية للمشروع كشريك، مقابل الحصول على نقل التكنولوجيا من سيئول وشروط متنوعة أخرى. إلا أن جاكرتا لم تتمكن من الالتزام بالمواعيد المحددة للدفعات، وطرحت في مايو الماضي تقليص مساهمتها إلى 600 مليار وون، بالإضافة إلى تخفيض مستوى نقل التكنولوجيا.
تجاوز العقبات وتعزيز التعاون الأمني
رغم أن سيئول وافقت على تخفيض حصة إندونيسيا في أغسطس الماضي، استمرت الصعوبات في التفاهم والتوقيع على الاتفاقية المعدلة بسبب النزاعات الناتجة عن تحقيقات الشرطة حول مزاعم بسرقة التكنولوجيا من قبل مهندسين إندونيسيين في شركة كوريا لصناعات الفضاء (KAI)، التي تصنع طائرة “كيه إف-21”. ويبدو أن توقيع الاتفاق هذا الأسبوع يدل على قدرة الجانبين على تجاوز هذه المشكلة الحساسة.
أكدت إدارة برنامج الاستحواذ الدفاعي في بيان رسمي أن “وزارة الدفاع الإندونيسية بدأت في اتخاذ الإجراءات الإدارية اللازمة لسداد المساهمة المتبقية. وإذا تم الوفاء بالمدفوعات كما هو مقرر، فمن المتوقع أن يزداد تعاون الدولتين في مجال الصناعات الدفاعية بقوة”.
وعلى هامش المعرض، عقد المسؤولون الكوريون لقاءً مع وزير الدفاع الإندونيسي، شافري شمس الدين، ونائبه، دوني إرماوان توفانتو، حيث اتفقوا على توسيع مجالات التعاون في الصناعات الدفاعية لتشمل الأنظمة البرية والبحرية، إلى جانب الطائرات المقاتلة. ومن الجدير بالذكر أن مشروع الطائرات المقاتلة يمر حاليًا بمراحله النهائية، ومن المتوقع تسليم أول نموذج إنتاجي من مقاتلة “كيه إف-21” إلى القوات الجوية في النصف الثاني من العام القادم.
