
تتصاعد التوترات في شرق أوروبا بعد اختراق ثلاث طائرات روسية من نوع “ميغ-31” للأجواء الاستونية، الدولة العضو في حلف الناتو. استغرق هذا الاختراق 12 دقيقة، مما أثار قلقًا بالغًا في صفوف دول الحلف، لا سيما بعد تكرار حوادث مشابهة في بولندا ورومانيا.
ووصفت الحكومة الاستونية الحادث بأنه “غير مسبوق وجريء”، في حين سعت قوات الناتو للاعتراض سريعًا على الطائرات الروسية، مما يؤكد جاهزية الحلف في المنطقة.
في السياق ذاته، بينت أليسون هارت، المتحدثة باسم الناتو، أن اعتراض الطائرات الروسية يمثل “دليلاً إضافيًا على سلوك موسكو المتهور”، مشيرة إلى أن هذا الاختراق يأتي ضمن محاولات متكررة من روسيا لاختبار قدرة الدفاعات الجوية للناتو.
وأفادت وزارة الخارجية الاستونية بأن دخول المقاتلات الروسية للأجواء كان غير قانوني، مما دفع تالين إلى استدعاء القائم بالأعمال الروسي للتعبير بشكل رسمي عن احتجاجها.
على الجانب الآخر، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن هذه الاتهامات لا أساس لها، مشددة على أن مقاتلاتها كانت تُنفذ مهمة طيران مجدولة فوق بحر البلطيق وملتزمة بالقوانين الدولية للطيران.
في ضوء هذه الأحداث، عزز الناتو وجوده العسكري في المنطقة، حيث أعلنت فرنسا وألمانيا عن إرسال مقاتلات إضافية لحماية الأجواء البولندية، بينما أكدت دول مثل إسبانيا وبريطانيا دعمها المستمر لجهود الناتو في مواجهة التحركات الروسية.
ويوضح المحللون أن هذه الانتهاكات قد تكون جزءًا من استراتيجية روسية تهدف إلى اختبار صمود الناتو ومدى تماسكه وسط تفاقم التوترات السياسية والعسكرية نتيجة التقدم العسكري في أوكرانيا.
ورغم أن رد فعل الناتو السريع يعكس قدرته على حماية دوله الأعضاء، إلا أنه يثير أيضًا تساؤلات حول إمكانية تصاعد هذه الحوادث إلى مواجهات مباشرة.





