
في خطوة تُعَدّ تحولاً كبيراً في القدرات العسكرية الإيرانية، أعلن قائد عسكري بارز في الحرس الثوري الإيراني عن إتمام صفقة شراء طائرات مقاتلة متطورة من طراز “سو-35” الروسية. يُعتبر هذا الإقرار الرسمي الأول من مسؤول إيراني، لكن التفاصيل الدقيقة، مثل عدد الطائرات ومواعيد الاستلام، ما زالت غير معروفة.
ونقل عن اللواء علي شادماني، نائب منسق مقر “خاتم الأنبياء” بالحرس الثوري، تأكيده أن طهران تعمل على تعزيز قواتها الجوية والبرية والبحرية من خلال صفقات استراتيجية. جاءت هذه التصريحات في حلقة نقاشية مع شبكة أخبار الطلبة (SNN)، حيث سلط الضوء على سياسة إيران في تعزيز جاهزيتها العسكرية.
تأتي هذه التطورات بعد أن أعلنت التقارير الدولية عن استعدادات القوات الجوية الإيرانية لتشغيل المقاتلات الروسية بحلول نهاية عام 2023.
مقاتلة “سو-35”: الجيل الرابع++ بمواصفات جيل خامس
تُصنّف مقاتلات “سو-35” كواحدة من أقوى الطائرات، حيث تنتمي إلى الجيل “الرابع++”، وتقنيات حداثتها تجعلها تقترب من مواصفات الجيل الخامس. وتعتبر النسخة المطورة من مقاتلات “سو-27″، وقد صُممت لتكون رائدة في هيمنة الأجواء بخصائص فريدة، منها:
توافق مع معايير الجيل الخامس: تشمل أنظمة اتصالات متطورة مع تقنيات تقلل من البصمة الرادارية.
قدرة تحمل ضخمة: تستطيع حمل ما يصل إلى 8 أطنان من الذخائر، بما في ذلك صواريخ “جو-جو” و”جو-أرض”، بالإضافة إلى قنابل ذكية وصواريخ موجهة وغير موجهة.
تفوق في التحليق: مزودة بمحركين بتقنية التحكم في اتجاه الدفع، مما يعطيها القدرة على تنفيذ مناورات معقدة.
نظام رادار عالي التكنولوجيا: تشمل رادار شبكي (AESA) قادر على رصد 10 أهداف جوية وأرضية في وقت واحد، مما يسمح بتوجيه الضربات بدقة حتى على مسافات بعيدة.
تداعيات استراتيجية: تعزيز العلاقات الإيرانية-الروسية
تعتبر صفقة “سو-35” تعزيزاً ليس فقط للقدرات العسكرية الإيرانية، بل تجسيداً لمدى عمق التحالف مع روسيا. ومع استمرار العقوبات الغربية، يُتوقع أن تجلب هذه الصفقة تغييرات في توازن القوى الإقليمي، خاصة مع زيادة التوترات. وهذه الخطوة قد تفتح آفاقًا جديدة للتعاون في مجالات تكنولوجية متعددة، مثل نقل تكنولوجيا الصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي، في إطار الاتفاق الاستراتيجي المُوقَّع بين البلدين مطلع عام 2023.
كان دخول “سو-35” الخدمة في سلاح الجو الروسي في عام 2014، إلا أن انتشارها خارج روسيا كان محدوداً. لذا، تُعتبر الصفقة الإيرانية حدثاً استثنائياً في تاريخ تصدير الأسلحة الروسية، المرتبط بشروط صارمة للنقل التكنولوجي.





