Aselsanشركات دفاعيةشركات ومعارض دفاعيةمقابلات

“أسيلسان: رحلة نحو العالمية مع أحمد أكيول – استراتيجيات الابتكار والتوسع الدولي”

في حديث شامل مع السيد أحمد أكيول، الرئيس التنفيذي لشركة أسيلسان، أتيحت لنا فرصة استكشاف الرؤية الاستراتيجية للشركة والتطورات التقنية التي تعزز من وجودها في السوق العالمية.

تأسست أسيلسان في عام 1975 كمتخصص في معدات الراديو، لكن سرعان ما نمت لتصبح لاعباً رئيسياً في مجال الإلكترونيات الدفاعية عالمياً. أوضح السيد أكيول أن الشركة تعمل على توسيع نطاقها الدولي وتنويع مجموعة المنتجات لتلبية احتياجات العملاء في مختلف الأسواق.

عرض السيد أكيول كيف تعمل أسيلسان على التكيف مع السرعة المتزايدة التي يشهدها مجال التكنولوجيا الدفاعية، بتبني الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والأنظمة غير المأهولة. كما أشار إلى نجاح الشركة الملحوظ في التصنيفات العالمية، إذ احتلّت مكانة متقدمة في قائمة “ديفنس نيوز” لأفضل 100 شركة دفاعية، والذي يعكس التزامها بالتقنيات المتقدمة والبحث والتطوير المستمران.

تم تسليط الضوء على بعض المنتجات الرائدة، مثل الذخيرة الموجهة الجديدة TOLUN ونظام التوجيه GÖZDE، والتي تؤكد من جديد التزام أسيلسان بتقديم حلول مبتكرة وفعّالة. قدم السيد أكيول أيضًا لمحات عن أنظمة الدفاع الصاروخي مثل Steel Dome، مع التركيز على استراتيجية التوسع الدولي، وخاصة في مناطق شمال وشرق أوروبا، وشمال إفريقيا، والشرق الأقصى، وآسيا الوسطى.

يشير السيد أكيول أن هذه المقابلة تبرز الجهود المتواصلة التي تبذلها أسيلسان لتكون في طليعة اللاعبين في صناعة الدفاع العالمية، مما يعزز قدرة الشركة على تلبية احتياجات عملائها المتزايدة حول العالم.

رماية: هل يمكنك توضيح استراتيجية أسيلسان طويلة المدى ورؤيتها، خاصة فيما يتعلق بتوسيع الحضور العالمي وتنويع مجموعة المنتجات؟

السيد أحمد أكيول: بدأت أسيلسان رحلتها في عام 1975 مع التركيز على معدات الراديو، ومع الزمن، أصبحت ضرورية للقوات المسلحة التركية. اليوم، نحن نعمل على مستوى عالمي، نقدم الأنظمة الدفاعية لحلفائنا في 88 دولة مع تشكيل منتجاتنا لتلبية جميع الاحتياجات.

نخطط لتعزيز التعاون بيننا ودول جديدة. مؤخراً، أعدنا هيكلة أعمالنا الدولية ونعمل على بناء شراكات جديدة. على سبيل المثال، شاركت في حفل افتتاح أسيلسان في البلقان وسافرت إندونيسيا للتوسع هناك. كما أطلقنا مكتباً في الإمارات ونستعيد عملياتنا في السعودية. نجتهد لتطوير فرق العمل لدينا في كافة المكاتب الدولية.

أطلقنا هذا العام برنامج “التحول والتطوير” لتقوية تعاوننا الدولي، والهدف هو وضع أسيلسان ضمن أفضل 30 شركة دفاعية بحلول عام 2030. حالياً، نحن نحتل المرتبة 42، وقد شهدنا نموًا ملحوظًا في هذا المجال بفضل منتجاتنا الجديدة.

رماية: كيف تتكيف أسيلسان مع المشهد المتغير للتكنولوجيا الدفاعية، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والأنظمة غير المأهولة؟

السيد أحمد أكيول: نعتبر الذكاء الاصطناعي أداة ذات أغراض واسعة، وليس مجرد مجال تخصص. في بداية هذا العام، أطلقنا استراتيجية شاملة للذكاء الاصطناعي، ونحن مستمرون في تطوير حلول مبتكرة تساهم في تعزيز قدراتنا.

تعتبر دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي عنصراً أساسياً في جميع عمليات رماية، حيث نضع هذا الذكاء في صلب تطوير معداتنا وعملياتنا الداخلية، بما في ذلك إدارة سلسلة التوريد وتطوير الأعمال.

إن استراتيجيتنا المعتمدة على الذكاء الاصطناعي هي جزء من تحول شامل في عالم التحول الرقمي وتعزيز الكفاءة. ولضمان الاستخدام الصحيح، توجد لجنة أخلاقيات تشرف على تنفيذ هذه التقنيات. بالإضافة إلى ذلك، نستثمر بكثافة في الأنظمة غير المأهولة، مثل المركبات الجوية والمركبات الأرضية والبحرية، وتعكس استثماراتنا استمرار المنافسة مع الأنظمة المأهولة.

رماية: ما هي العوامل الأساسية التي ساهمت في ارتقاء رماية في قائمة “ديفنس نيوز” لأفضل 100 شركة دفاعية هذا العام؟

السيد أحمد أكيول: يمكن نسبة هذا النجاح إلى مجموعة من العوامل الأساسية. نحن نركز على التقنيات التي تُحدث تحولات رائعة. خلال العامين الماضيين، قمنا بتبسيط مجموعة منتجاتنا بحيث تركزت على التكنولوجيا المتطورة. وقد أثمرت هذه الجهود من خلال النتائج الإيجابية لاستثماراتنا الكبيرة في البحث والتطوير. على سبيل المثال، تحققنا من تقدم ملحوظ في أنظمة الطائرات المروحية والمركبات الجوية غير المأهولة.

علاوة على ذلك، ساهمت سمعتنا المتنامية عالمياً في جذب عملاء من مختلف الدول، بالإضافة إلى أن التزامنا بالتكنولوجيا المتقدمة والتطوير الناجح للمنتجات قد عزز موقعنا في الصناعة بشكل ملحوظ.

رماية: هل تستطيع توضيح المميزات الفريدة للذخيرة الموجهة TOLUN وفعاليتها التشغيلية؟

السيد أحمد أكيول: تعتبر الذخيرة الموجهة TOLUN ابتكاراً يغير قواعد اللعبة، حيث تعمل كذخيرة انزلاقية بدون محرك، مما يتيح لها الوصول إلى مدى أكبر من 100 كم عبر الانزلاق فقط. وهذا يجعل منها فعالة بشكل خاص في استهداف أنظمة الدفاع الجوي عبر توفير مدى كبير بدون الحاجة إلى الدفع.

إضافة إلى ذلك، يمكن إطلاق عدة ذخائر TOLUN في وقت واحد من طائرة واحدة، حتى 8 وحدات، والقدرة على توجيهها نحو هدف مشترك باستخدام مسارات ونقاط توجيه مختلفة نتيجة لوحدة الإطلاق المتقدمة. تتوفر TOLUN بثلاثة أنواع مختلفة: رؤوس حربية مجزأة، ورؤوس حربية معدنية، وأخرى مستشعرة بالأشعة تحت الحمراء. تم تصميم هذه الذخائر لتناسب الاستخدام مع الطائرات المقاتلة والطائرات غير المأهولة.

تجعل قدرة TOLUN على توفير مدى عالٍ ومرونة منها خياراً جريئاً ضد مجموعة متنوعة من الأهداف، حيث تُظهر نتائج العمليات الميدانية دقتها الممتازة والتي تقل عن 10 أمتار.

رماية: ما هي الفوائد التي تقدمها مجموعة التوجيه GÖZDE في تحويل القنابل غير الموجهة إلى ذخائر موجهة بدقة؟

السيد أحمد أكيول: إن الذخائر الموجهة بدقة تُقسم إلى نظامين: الأنظمة المتكاملة ومجموعات التوجيه. مجموعة التوجيه GÖZDE هي حل معياري يتيح تحويل القنابل غير الموجهة إلى ذخائر موجهة بدقة، مما يؤدي إلى ترقيات فعالة من حيث التكلفة عبر دمج هذه المجموعات مع القنابل الموجودة.

تشتمل مجموعة GÖZDE على إصدارات ذات توجيه ليزري، وتوجيه بالقصور الذاتي (INS)، بالإضافة إلى إصدارات تجمع بين الاثنين. تتطلب الإصدارات الموجهة بالليزر دقة عالية في تحديد الهدف، وهذا قد يكون تحدياً في الظروف الجوية السيئة. بينما يعتمد التوجيه بالقصور الذاتي على GPS ولا يتطلب خط رؤية مباشر، مما يجعله مثاليًا في مختلف الظروف. يوفر الجمع بين توجيه القصور الذاتي والتوجيه الليزري في نظام GÖZDE دقة عالية حتى ضد الأهداف المتحركة.

رماية: هل يمكنك تقديم رؤية شاملة حول تغلغل رماية في سوق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بما في ذلك الشراكات الرئيسية والتحديات والفرص؟

السيد أحمد أكيول: تتمتع رماية بوجود قوي هناك، حيث تم بناء هذا الحضور على مدار الأعوام من خلال مشاريع نقل التكنولوجيا الناجحة والشراكات المبتكرة. أنشأنا منشآت إنتاج محلية وحافظنا على سمعتنا في تقديم حلول تدعم التصنيع المحلي.

مع زيادة معرفتنا الثقافية بالمنطقة، نتفوق في التدريب والتعاون الفعال. نحن على درب توسيع وجودنا من خلال الاتفاقيات والشراكات الجديدة، لاسيما في مصر ودول أخرى.

رماية: ما هي النقاط الأساسية في استراتيجية أسيلسان للتوسع على المستوى العالمي، وأي المناطق أو البلدان تُعتبر ذات إمكانيات واعدة للمستقبل؟

السيد أحمد أكيول: أولوياتنا الاستراتيجية تتضمن التوجه نحو مناطق مثل شمال وشرق أوروبا، وشمال إفريقيا، والشرق الأقصى، وآسيا الوسطى. ننطلق من خلال تأسيس مشاريع مشتركة، إنشاء مرافق إنتاج محلية، وتقديم خدمات الصيانة والإصلاح (MRO) في هذه المناطق. تتيح لنا هذه الاستراتيجية تقديم خدمات فعّالة ومباشرة للعملاء، مما يعزز من شراكاتنا المحلية.

رماية: هل يمكنك توضيح القدرات التقنية والمبادئ التشغيلية لنظام الدفاع الجوي “القبة الفولاذية” Steel Dome؟

السيد أحمد أكيول: يجمع نظام “القبة الفولاذية” للدفاع الصاروخي بين مجموعة من التقنيات المتطورة، بما في ذلك الرادارات، أنظمة القيادة والتحكم، والدعم الإلكتروني لتوفير دفاع جوي شامل. يعتمد النظام على مستشعرات بتقنيات ترددية ورادارية (RF) وأشعة تحت الحمراء (IR)، بالإضافة إلى أنظمة الملاحة والتحكم بالمجال الجوي. تمتاز فعاليته بالتعامل مع الأهداف عبر مسافات تتراوح من كيلومتر واحد إلى أكثر من 100 كيلومتر.

لقد تم دمج تقنيات عدة في مفهوم متكامل بالتعاون مع الحكومة التركية. يحتوي النظام على أسلحة ميكروويف قوية وأسلحة ليزرية لمواجهة التهديدات المباشرة، ويدعمه مصنّعو الصواريخ، مثل روكيتسان ومعهد تطوير الصناعات الدفاعية (TÜBİTAK SAGE). يجسد هذا النهج المتكامل أكثر من 30 عامًا من التقدم التكنولوجي، مقدماً حلاً شاملاً للدفاع الجوي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى