
بعد مرور سبعة أسابيع من النزاع ضد أوكرانيا، واجه ثاني أكبر جيش في العالم، القوات الروسية، فشلاً ذريعا في السيطرة على المدن الأوكرانية. فقد أرغم الأوكرانيون الجيش الروسي على التراجع، مما أدى إلى وقف التقدم العسكري في معظم الجبهات، مع التركيز على مناطق شرق أوكرانيا. وفقًا لتقارير من خبراء عسكريين، تم تحديد تسعة أخطاء من قبل الجيش الروسي كانت سببًا في هزيمته خلال هذه الحملة.
تقدير خاطئ لقدرات الأوكرانيين
أحد أبرز الأخطاء التي ارتكبتها روسيا كان التقليل من قوة صمود الأوكرانيين. كان من المتوقع أن يتم تحقيق انتصار سريع وسهل، مع ترحيب المواطنين الروس كالمحررين، لكنهم واجهوا ردود أفعال شرسة.
ساهمت مشاركة المدنيين في المقاومة في إجهاض تقدم القوات الروسية على.j
عدم الاستعداد الكافي لدى الجيش الروسي
تشير شهادات الجنود الروس الأسرى إلى عدم معرفتهم بوجودهم في مهمة غزو أوكرانيا، إذ أُبلغ العديد منهم أنهم متوجهون لمناورات عسكرية أو إلى منطقة دونباس الشرقية فقط.
أوضح جاك واتلينغ من معهد رويال يونايتد سيرفيسز أن هذا الأمر أثر على استعدادهم النفسي لخوض الحرب. ومع ارتفاع عدد الضحايا في الأيام الأولى، تدهورت معنويات الجنود بشكل كبير، حيث قُدرت خسائر روسيا بنحو 15 ألف قتيل، وهو عدد أكبر من حصيلتها خلال حرب الاتحاد السوفيتي في أفغانستان.
فيما عزا المسؤولون الأوكرانيون جمع 7000 جثة روسية من ساحة المعركة، رغم تأكيد روسيا على فقدان 1351 جنديًا فقط.
غزو غير مدعوم بالإمدادات الكافية
ظهرت وحدات القوات الروسية كمن تفتقد تمامًا للاستعداد، حيث لم تكن لديهم إمدادات كافية للقتال، إذ زودوا بإمدادات تكفي لأسبوعين فقط. وبعد أيام عدة من القتال، نفدت هذه الإمدادات بسبب المقاومة الأوكرانية القوية.
تظهر مقاطع الفيديو الجنود الروس عالقين على جوانب الطرق بعد نفاد الوقود والطعام، مما اضطرهم للنهب من المتاجر الأوكرانية، وهو ما يعكس أزمة حادة في اللوجستيات.
كشف جون سبنسر، من برنامج دراسات الحرب، عن افتقار القوات الروسية للعديد من المعدات العسكرية الحديثة، مثل أدوات الرؤية الليلية، مما أعطى الأوكرانيين أفضلية للسيطرة على الليل وتنفيذ الهجمات.
إخفاقهم اللوجستي
يؤكد الخبراء العسكريون أن الفشل اللوجستي كان من أبرز التحديات التي واجهها الجيش الروسي. بعد عجز الخطة الأولية، نفدت الإمدادات الغذائية والضرورية، ولم يُعد هناك خطة لإعادة الإمداد.
كما تسبب عدم القدرة على إصلاح الآليات العسكرية المتعطلة في إبطاء تقدم القوات الروسية نحو العاصمة كييف.
فشل تدمير الدفاعات الجوية الأوكرانية
لفت الخبراء العسكريون إلى فشل في تدمير الدفاعات الجوية الأوكرانية، مما ساهم في زيادة قدرة الأوكرانيين على مقاومة الهجمات.
تتوقع القوات العسكرية أن يستهدف الجيش الروسي أنظمة وقواعد الدفاع الجوي الأوكرانية قبل القيام بإرسال القوات عبر الحدود. لكن المدهش هو أن القوات قد توغلت دون دعم جوي.
ما يثير الاهتمام لدى المراقبين العسكريين هو أن القوات الجوية الأوكرانية لا تزال قادرة على القيام بعمليات الطيران بعد مرور سبعة أسابيع منذ بداية الصراع.
الهجوم من جبهات متعددة
بدأت روسيا عملياتها العسكرية من أربع جبهات رئيسية: شمالًا نحو كييف، والشمال الشرقي نحو خاركيف، والشرق والجنوب من شبه جزيرة القرم.
عندما واجهت القوات الروسية الأولى مقاومة، وجدت بقية القوات نفسها معزولة على طول الحدود، مما أدى إلى تعطيل خطوط الإمداد.
وفقًا لقاعدة “نسبة القوة” التي يعتمد عليها خبراء التكتيكات العسكرية، تحتاج القوة الغازية إلى 20 جنديًا لكل 1000 من سكان الدولة. وبالنظر إلى حجم أوكرانيا، فإن ذلك يعني أن روسيا كانت بحاجة إلى حوالي 880 ألف جندي في هذه الحرب، كما قال مايكل كلارك، الأستاذ الزائر في قسم دراسات الحرب في كلية كينغز بلندن.
أكد كلارك أن القوة العسكرية الروسية التي شاركت في النزاع كانت أصغر من أن تقوم بمهمة السيطرة على الأوضاع.
استخدام الاتصالات غير المؤمنة
من المثير للدهشة أن القوات الروسية شنت حملتها العسكرية الكبرى مستخدمة الهواتف المحمولة وأجهزة الراديو التقليدية، مما ساعد الأوكرانيين في اعتراض الرسائل المتعلقة بالتحركات الروسية، وتمكنوا من تنفيذ كمائن فعالة.
نجحت القوات الأوكرانية في استهداف سبعة جنرالات على الأقل في ساحة المعركة بعد أن اعترضوا رسائل حول مواقعهم، بحسب ما ذكر مسؤول غربي لصحيفة نيويورك تايمز.
غياب القيادة الواضحة
يقول الخبراء إن الجيش الروسي يتسم بشدة المركزية، مما يجعل من الصعب على القوات على الأرض إصدار أو تلقي الأوامر، وهو ما يعوق قدرتهم على التكيف مع تطورات المعركة.
على عكس الجيوش الأميركية والغربية، لا يحتوي الجيش الروسي على ضباط صف، مما يزيد من تعقيد العمليات القتالية.
عدم وجود خطة بديلة
من الواضح أن الجانب الروسي لم يكن مستعدًا للتعامل مع مقاومة شديدة، ولم يكن لديهم أي خطط بديلة. وبدلاً من ذلك، استمرت القوات في التقدم حسب الخطط الموضوعة، مما أدى إلى وقوعهم في الكمائن والتعرض لخسائر فادحة على يد الأوكرانيين.





