
خاص – دفاع العرب
تسعى الصين لتعزيز قدراتها النووية البحرية عبر تطوير الصاروخ الباليستي العابر للقارات JL-3، الذي يُعد أحدث إصدار من الصواريخ المُطلقة من الغواصات. يعتبر هذا السلاح نقطة تحول مهمة في استراتيجية الردع النووي لبكين، حيث يتيح لها إمكانية استهداف العمق الأمريكي بشكل مباشر انطلاقًا من البحرية الصينية في بحر الصين الجنوبي.
يمتاز صاروخ JL-3 بمدى يتراوح بين 10,000 و12,000 كيلومتر، مما يتيح له تغطية كامل الأراضي الأمريكية دون الحاجة لإطلاق الغواصات في المحيط الهادئ. كما يحتوي على قدرة حمل عدد من الرؤوس النووية الانشطارية (MIRVs) تتراوح بين 6 و10 رؤوس، بالإضافة إلى خصائص تؤهله للمناورة ضد أنظمة الدفاع الحديثة.
من المرتقب أن يُطلق هذا الصاروخ من غواصات الجيل الجديد Type 094A، التي تم تصميمها لتكون أكثر كفاءة في التخفي وهدوءًا من الطرازات السابقة، مما يعزز قدرة الصين على الحفاظ على “قدرة الضربة الثانية النووية”.
استراتيجيًا، يوفر JL-3 لبكين وسيلة ردع موثوق بها ضد الولايات المتحدة، مما يؤكد على أن بحر الصين الجنوبي يُعتبر منطقة استراتيجية تحتوي على أحد أخطر أدوات الردع النووي على الصعيد العالمي. وهو ما قد يثير القلق لدى الأمريكيين وحلفائهم في منطقة المحيط الهادئ، حيث يواجهون تحديات متزايدة أمام أنظمتهم الدفاعية.
يعتقد الخبير العسكري عمير أسلان أن دخول صاروخ JL-3 للخدمة سيُحدث تغييرات ملحوظة في ميزان القوى النووية على مستوى العالم.
ويشير أسلان إلى دفاع العرب أن قدرة الغواصات الصينية على شن ضربات نووية من بحر الصين الجنوبي، دون الحاجة للخروج من “المياه القريبة”، تشير إلى أن بكين قد ألقت خلفها واحدة من عيوبها التقليدية في مجال الردع النووي.
كما يضيف أسلان أن هذه الميزة ستشكل ضغوطًا استراتيجية كبيرة على الولايات المتحدة، مما يستدعي منها إعادة تقييم استراتيجيات الدفاع الصاروخي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، خصوصًا في خضم زيادة التعاون الدفاعي مع حلفائها مثل اليابان وأستراليا والهند.
كذلك، يُبرز أن JL-3 يمنح الصين “صدقية الردع البحري” التي كانت تفتقر إليها بالمقارنة مع الولايات المتحدة وروسيا، مما يزيد من احتمال حدوث سباق تسلح نووي متسارع في المنطقة.





