الأخبار العسكريةالأخبار العسكرية الدوليةالحرب الروسية الأوكرانية

“هل تلوح الأسلحة الكهرومغناطيسية في سماء أوكرانيا؟”

كشفت التقارير الإعلامية الغربية عن سلاح غير نووي قد تلجأ إليه روسيا في ظل الخسائر المتزايدة في حرب أوكرانيا، وهو الأسلحة الكهرومغناطيسية. يُعرف هذا السلاح بخصائص مشابهة للأسلحة النووية، لكنه يستهدف الأجهزة الإلكترونية، مما يؤدي إلى تعطيل الآليات والتقنيات العسكرية الأوكرانية.

ذكرت صحيفة التايمز البريطانية أن قوات “سبيتسناز” الروسية في أوكرانيا قد تتحول إلى استخدام قنابل متطورة قادرة على تعطيل جميع الأجهزة الكهربائية والإلكترونية على مسافات تصل إلى عشرات الكيلومترات، تعرف بـ”الأسلحة الكهرومغناطيسية”.

تتناول الصحيفة نوعية “النبض الكهرومغناطيسي”، وهي أسلحة صممت لإنتاج نبضات قوية من الطاقة، تُشل بسببها المعدات الكهربائية مثل أجهزة الكمبيوتر والأقمار الصناعية وأنظمة الرادار.

بموجب تقرير الصحيفة، فإن استخدام هذه الأسلحة قد يستهدف البنية التحتية الحيوية لأوكرانيا، مما يُشكل ضربة قوية لقدرتها الدفاعية.

وفقًا لصحيفة “تايمز”، تُنفذ مثل هذه الهجمات عبر تفجيرات منخفضة القوة في فضاء معين، ما يؤدي إلى إنشاء نبضة كهرومغناطيسية تدمر الأجهزة الإلكترونية غير المحمية، حيث يعتمد حجم الاستهداف على ارتفاع التفجير في الجو.

ينقل التقرير عن جاستن برونك، الباحث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، قوله إن هذه الذخائر أكثر فاعلية ولديها قدرات استهداف متقدمة، ويُستخدم إطلاقها عبر قذائف متخصصة. بعض وحدات سبيتسناز في أوكرانيا حاملة لهذه الأسلحة.

يؤكد برونك أن القوة التدميرية لهذه القنابل تكمن في أنها تنتج طاقة كهرومغناطيسية هائلة انتشرت على نطاق واسع خلال لحظات غير مرئية.

أضاف برونك أن آثار الهجمات بالنفاثات الكهرومغناطيسية تكون بالكاد ملحوظة، مما يجعل من الصعب تحديد ما إذا كانت قد أُستخدمت بالفعل في الصراع الروسي الأوكراني.

من جهة أخرى، أكدت التايمز أن وسائل الإعلام الروسية قد أفادت بأن موسكو قامت بتطوير مدافع قادرة على إطلاق هذه النبضات في الفضاء، وقد زادت قدرتها إلى ارتفاعات تصل إلى 10 كيلومترات بعد سلسلة من التجارب في فصل الصيف.

تشير الصحيفة إلى أن موسكو قد كثّفت هجماتها على البنية التحتية الأوكرانية، وخاصة محطات الكهرباء.

كما نقلت الصحيفة عن المحلل العسكري فرانسيس توسا، الضابط السابق في المدفعية النووية، قوله إن الهجوم بالقذائف الكهرومغناطيسية سيستهدف أيضًا البنية التحتية الطاقية لأوكرانيا لكن على نطاق أوسع.

وصرح توسا أن روسيا تسعى “لجعل أوكرانيا منطقة غير صالحة للسكن”، محذرًا من أنها قد توجه ضربة كهرومغناطيسية ضمن سياسة “الأرض المحروقة”.

لا خسائر بالأرواح

توضح التايمز أن الضربات الكهرومغناطيسية لا تتسبب في خسائر بشرية كما هو الحال مع الهجمات النووية؛ لكن استخدامها قد يُعتبر تصعيدًا كبيرًا قد يستدعي ردًا من حلف الناتو، وفقًا للخبير المذكور.

ونقلت الصحيفة أيضًا عن خبير الحرب الإلكترونية في معهد “Rusi” توماس ويثينجتون، قوله إن الغرب كان يراقب لفترة طويلة ضربات كهرومغناطيسية كمقدمة لتدخل نووي، مشيراً إلى أن استخدامها قد يجبر الناتو على اتخاذ موقف.

أضاف ويثينغتون: “أعتقد أن الخطر الأكبر بالنسبة للحكومة الروسية هو أنها بمجرد استخدام هذا السلاح، ستحسن مخاطر فقدان السيطرة الاستراتيجية على الموقف، كونها لا تستطيع توقع رد المجتمع الدولي، وعلى الأخص رد الناتو.”

سبق لروسيا أن هددت باستخدام السلاح النووي في مناسبات عدة، حيث ناقش الكرملين عقيدة نووية تجيز استخدامه تحت ظروف معينة، بما في ذلك تهديد أمن روسيا أو مبدأ “الضربة الاستباقية”، وسط تحذيرات غربية من إمكانية انزلاق الأمور إلى حرب نووية كارثية.

stepagency

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى